قوات النظام قررت السيطرة على حيّ الوعر آخر ما تبقى للمعارضة في مدينة حمص، لكن هذه المرة بتصعيد الحملة العسكرية بالمشاركة مع الحلفاء وبقوة الحديد والنار المرافقة لسياسة الحصار وتشديد الخناق؛ وبالتالي عندما استقبل النظام كل الميليشيات على الأراضي السورية واستخدم كل أنواع الأسلحة من أجل قتل السوريين، ظهرت اليوم طريقة جديدة وذات تكتيك إما التهجير أو التدمير أو العيش تحت الذل وسعير رأس النظام بشار الأسد.
ما يجري في سوريا اليوم من مشاريع وطرق تكتيكية تتعلق بالتهجير والمصالحات الوطنية، ماهي إلا عبارة عن إتمام مشروع قام به نظام الأسد والذي تعالى شعاره على ألسنة الشبيحة منهم تحت هتاف “الأسد أو ندمر البلد”.
جريمة التهجير في حد ذاتها (جريمة حرب) وتشهد صمت الأمم المتحدة حيالها وحيال ما سبقتها من جرائم في كثير من المناطق السورية المعارضة.
أما عن ميثاق وعهود النظام فهي حقيقة ملموسة ومعروفة للجميع ألا وهي عدم المصداقية وخاصة عندما يكون الضامن الحليف الروسي كون الطرفين ممن فقد الشرعية الدولية
أبرزت المعارضة ضرورة تأجيل الاتفاق الذي توصل إليه النظام والمعارضة بوساطة روسية بخصوص حي الوعر في حمص، نتيجة عدم التزام النظام لوقف إطلاق النار وعدم مهاجمة المدنيين، مع العلم أن حي الوعر هو ثاني منطقة في سوريا تشارك روسيا في تهجير أهلها وتشرف عليه.
أيام طويلة من المفاوضات في حي الوعر المحاصر والتي اتصفت بالمفاوضات الشاقة والطويلة، أمضت إلى إفراغ الحي بشكل جزئي من مقاتلي المعارضة وأسرهم، مقابل سماح النظام بدخول أدوية وأغذية إلى الحيّ وإطلاق سراح المعتقلين من أبنائه.
لا خيار أمام المعارضة المسلحة سوى تسليم الحي والخروج منه على أن تكون الوجهة إما ريف حمص الشمالي أو الحاضنة إدلب أو جرابلس في ريف حلب، غير أن هذا الاتفاق لم يبصر النور وسرعان ما أجل التوقيع عليه، حيث جاء تبرير المعارضة واضحاَ وضرورياً وخصوصاً حول ما يتعلق بسلامة المدنيين والالتزام بوقف إطلاق النار إلى حين الانتهاء من تنفيذ الاتفاق.
يلقى سكان حي الوعر مصيراَ مشابهاً لكثير من مناطق المعارضة من حصار وجوع وفي النهاية ترحيل عن الوطن، ربما ما يخشاه أكثر من 300 ألف إنسان القتل والاعتقال لأن النظام يقوم بحملات اغتيال واعتقال في “تل منين وخان الشيح ووادي بردى وفي كل المناطق التي تم تهجير سكانها، لذلك تظهر الضرورة في أن يلتزم النظام والروس بوقف إطلاق النار حتى يأمن سكان حي الوعر من ألا يعود النظام لنهجه الأول الذي اعتاد نهجه على الدوام.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد