المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 21/1/2015
بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا تأتي سورية في المركز الخامس عالمياً في إنتاج الزيتون، والأولى عربياً، إثر تجاوز إنتاجها تونس، في عام 2011 وبلوغه مليون طن.
ويبلغ عدد أشجار الزيتون في سورية، وفق الإحصاءات، نحو 106 ملايين شجرة، منها 82 مليون مثمرة، أي نسبة 56% من الأشجار، ويحتل الزيتون المرتبة الثالثة من حيث العائدات بعد القمح والقطن، وتتوزع زراعة الزيتون في المنطقة الشمالية من سورية في إدلب وحلب، بنسبة 46%، وفي المنطقة الوسطى التي تضم حمص وحماة، بنسبة 24%، وفي المنطقة الساحلية طرطوس واللاذقية، بنسبة 18%، وفي الشرقية دير الزور والحسكة والرقة، بنسبة 2%، لتدخل مناطق الجنوب درعا والسويداء، بنسبة 10%.
وقد شهد إنتاج الزيتون تراجعاً بنسبة 50%، في الموسم الماضي، نتيجة للجفاف الذي حصل في العامين الأخيرين، أما هذا العام فقد إستبشر السوريين الخير منذ بداية شتاء هذا العام، حيث بلغت نسبة الأمطار في بعض مناطق سورية إلى أكثر من معدلاتها الطبيعية، ولكن موجة الصقيع التي ضربت المنطقة أثرت بشكلٍ سلبي على جميع أنواع الأشجار والمزروعات بشكل عام، إلا أن تأثيرها على أشجار الزيتون يعد الأسوء من نوعه، لأنه يشكل مصدر دخل للمواطن السوري وخاصة في محافظة إدلب شمال سورية التي تحتل المركز الأول في زراعة الزيتون في سورية. “الحاج يوسف” صاحب كرم زيتون في قرية كنصفرة في ريف إدلب الجنوبي، حدثنا عن حال كرم الزيتون بعد موجة الصقيع التي تعرضت لها المنطقة في الأسبوع الماضي فقال، لقد حصلتُ في العام الماضي على نصف الموسم المعتاد الذي كان يفترض أن يزداد الموسم عاماً بعد عام، حيث بلغت كمية الزيت في العام الماضي 650 كيلوغرام، أما في عام 2012 فقد بلغ الموسم 2طن من الزيت، يضيف “الحاج يوسف” في هذا العام الأمطار جيدة حتى الآن وقد عوضت النقص الذي حصل نتيجة الجفاف، وبدأت البراعم تتجدد إلا أن أتت موجة الصقيع والثلج قبل أيام فقضى على هذه البراعم الجدد، لاسيما أن الثمار تتشكل في البراعم الجديدة، وتراكم الثلوج على الأغصان أدى إلى تكسرها في بعض الأشجار، فعلى مايبدو أننا سوف نحرم من هذا الموسم في هذه السنة.
المهندس الزراعي “أمجد” حدثنا عن الصقيع بقوله: عادة بسبب التيارات الهوائية الباردة التي ترافق الصقيع تصل درجة الحرارة إلى (-10 ºم) أو دون ذلك ويؤثر على ارتفاعات عالية وليس هناك وسيلة لمكافحة هذا الصقيع أو التخلص منه، ولحسن الحظ أن هذا البرد الشديد لا يحدث بصورة عامة إلا أثناء طور السكون لدى النباتات فلا يؤثر عليها إلا فيما ندر، وللأسف كان التأثير سلبي هذا العام، وقد قضى مثل هذا الصقيع عام 1951 على معظم أشجار الزيتون في ادلب والمناطق الشمالية ويسميه الفرنسيون بالصقيع الأسود لأن الأعضاء الحديثة للنبات تصبح سوداء وتتلف، ليس للثلج أضراراً تذكر سوى احتمال تكسر بعض الأغصان في بعض الأحيان وبالرغم من ذلك فان الثلج يحمي الشجرة من أثار البرودة الشديدة والقارصة، خاصة إذا جاءت موجة الصقيع بعد الثلج، أما هذا العام للأسف فقد حصل الصقيع أولاً ثم الثلج ثانياً مما زاد في تأثيره على النباتات والأشجار، وهناك إحتمال إصابة أشجار الزيتون ببكتريا مرض سل الزيتون، الذي ينتج عن تكسر الأغصان وتعرضها للجروح، وإن تغطية النبات بالمواد البلاستيكية أو القش أو القماش يعد من أبرز العوامل المساهمة في الحد من أثر الصقيع وخطورته على النبات الى جانب طريقة التدفئة بحرق أية مواد قابلة للاشتعال تساعد على رفع درجة حرارة الهواء المحيط بالنبات وتامين مناخ بيئي ملائم لنموه.
جرت العادة عندما يحث مثل هذا الصقيع ويؤثر على الأشجار والمزروعات والحمضيات بشكل خاص كونها تتأئر لأي إنخفاض بدرجات الحرارة، تقوم الدولة بالتعويض على الفلاحين وخاصة في الساحل السوري أبناء الطائفة العلوية، أما الفلاحين في باقي المحافظات فليس لهم إلا الله.