تدخل الأزمة السورية عامها المرعب الخامس من العنف المتصاعد, دون وجود أية بوادر على قرب انفراجها.
أكثر من 200000 شخص قتلو, 10000 منهم أطفال. اليوم, هناك أكثر من 12.2 مليون إنسان بحاجة إلى المساعدات الإنسانية, من بينهم 5.6 مليون طفل.
حوالي 11 مليون سوري شردوا داخل وخارج سوريا, من بينهم 3.3 مليون لاجئ في مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا. أكثر من نصف اللاجئين هم أطفال, وهناك 114000 طفل ولدوا خارج بلادهم كلاجئين.
الصراع في العراق فاقم من أزمة اللاجئين السوريين. العديد من اللاجئين السوريين الذين يصل عددهم في العراق إلى 235000 يقيمون في نفس المنطقة التي لجأ إليها العراقيون هربا من الصراع في الداخل, مما زاد من العبئ على المجتمعات المضيفة وعلى الخدمات.
أسوأ أشكال الهجمات ضد المدنيين حدثت في 2014, كما أن وصول المساعدات الإنسانية الآمنة أصبح تحديا كبيرا. حوالي 4.8 مليون شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها, من بينهم حوالي 212000 يعيشون تحت الحصار.
طول وحجم الأزمة السورية يشكل تحديا للحكومات وللمجتمع الدولي حيال تلبية الحاجات الإنسانية الملحة للاجئين.
طالبت الأمم المتحدة وشركاؤها بتوفير مبلغ 8.4 مليار دولار من أجل تلبية حاجات 18 مليون سوري في 2015. على كندا القيام بالمزيد لمساعدة الشعب السوري, وخاصة الأطفال. كخطوة أولى على وزير التنمية الدولية والفرانكفونية أن يحضر مؤتمر مانحي سوريا في الكويت في 31 مارس وأن يتعهد بتقديم المساعدة.
أصبحت الأزمة السورية تتميز بالانتهاكات الواسعة والجسيمة لحقوق الأطفال. أكثر من 2000 انتهاك جسيم ضد الأطفال تم توثيقها من قبل الأمم المتحدة عام 2014, بما فيها القتل أوالتشوية لأكثر من 1100 طفل. وتشمل الانتهاكات الأخرى الاختطاف والاعتقال التعسفي وسوء المعاملة والتجنيد واستخدام الأطفال من قبل الجماعات المسلحة والعنف الجنسي.
بالنسبة للأطفال, هذه الأهوال هو كل ما يعرفونه, وبالنسبة للمراهقين, فإن الخسارة والمعاناة والعنف أمور لم تترك ندوبا وأثرا كبيرا على ماضيهم فقط ولكنها سوف تشكل مستقبلهم أيضا.
يعاني الأطفال من أزمة نفسية عميقة, وهم يعيشون في خطر دائم من الإهمال والأذى الجسدي والتسرب من المدارس والانخراط في سوق عمالة الأطفال والاتجار بهم. تقدر اليونسيف بأن حوالي ثلاثة أرباع الأطفال الذين يعملون في الشوارع في لبنان هم من سوريا؛ وأن ربع العرائس في الأردن تم تزويجهم قبل سن الثامنة عشر.
قال المدير التنفيذي لليونسيف أنثوني ليك :” نحن بحاجة إلى علاج قلوبهم وعقولهم. وهناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها”. ترى هل سوف تقوم كندا بالمزيد لدعم مبادرات حماية الأطفال المجتمعية, وخصوصا الخدمات النفسية الاجتماعية؟
هل ستقوم كندا بالمزيد لدعم التعليم؟ الأزمة السورية المتفاقمة مستمرة في تعريض جيل كامل من الأطفال للخطر؛ لقد كان هناك 80 هجوما على المدارس, وهناك 2.6 مليون طفل خارج المدارس.
مساعدة أطفال سوريا, الذين يشكلون مستقبل سوريا وأطبائها ومحاميها وقادتها ومعلميها, هو استثمار في مسقبل البلاد.
ناشدت اليونسيف الدول لتقديم 903.5 مليون دولار للعام 2015, وحتى 8 مارس 2015 لا زالت بحاجة إلى 771 مليون دولار- أي أن هناك 85.5 % فجوة في التمويل.
أطفال سوريا بحاجة إلى ما هو أكثر من تعاطفنا. إنهم بحاجة إلى أن تقوم كندا بزيادة المساعدات. على الوزير أن يذهب إلى الكويت وأن يقوم بمساهمة حقيقية في مجال الجهود الإنسانية في سوريا.
هوفنغتون بوست
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي