وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الحكومة الصينية بأنها «مفترسة» خلال توقفه لمدة 12 ساعة في سريلانكا خلال جولة آسيوية بدأها في الهند، وتنتهي بفيتنام. لترد السفارة الصينية في كولومبو وتنشر على «تويتر» صورة ترويجية للعبة الفيديو الشهيرة «الفضائيون ضد المفترسين». وكتبت «معذرة الوزير بومبيو، نحن منشغلون في تعزيز الصداقة والتعاون بين الصين وسريلانكا، ولسنا مهتمين بدعوتك للعب لعبة الفضائيين ضد المفترسين». وقبل يوم اتهمت السفارة الصينية بومبيو بممارسة «الإكراه والاستقواء» على سريلانكا خلال زيارته.
زيارته لسريلانكا تهدف إلى تعزيز العلاقات مع سريلانكا التي تلقت أخيراً استثمارات ضخمة ودعماً دبلوماسياً من بكين. وجدّد بومبيو هجومه على الصين بعد محادثات مع رئيس سريلانكا غوتابايا راجاباكسا بشأن التعاون الأمني لإبقاء الممرات البحرية الحيوية في المحيط الهندي مفتوحة جنوب سريلانكا. وقال بومبيو للصحافيين في ختام زيارته التي استغرقت 12 ساعة، في جولة تشمل أربع دول، إن «سريلانكا ذات السيادة القوية شريك استراتيجي قوي للولايات المتحدة على المسرح العالمي». ووصف بومبيو، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية، كيف قدمت واشنطن تدريبات عسكرية للجزيرة الآسيوية ومنحتها مؤخراً سفينتين لخفر السواحل، في مقارنة مع ما تتلقاه سريلانكا من الصين. وصرّح بومبيو بأن «الحزب الشيوعي الصيني مفترس». بدوره، قال وزير خارجية سريلانكا دينيش جوناواردينا في مؤتمر صحافي مع بومبيو، إن بلاده تحافظ على سياسة خارجية غير منحازة، دون أن يشير صراحة إلى الصين. اقترضت سريلانكا مليارات الدولارات من الصين لتطوير البنية التحتية عندما كان شقيق راجاباكسا ماهيندا رئيساً للبلاد بين 2005 و2015. ولعدم قدرتها على خدمة ديون قرض بقيمة 1. 4 مليار دولار لبناء ميناء بحري عميق، اضطرت سريلانكا إلى تأجير الميناء لشركة صينية لمدة 99 عاماً في عام 2017.
وتأتي زيارة بومبيو بعد أقل من ثلاثة أسابيع من زيارة يانغ جيتشي، عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي الصيني، لسريلانكا وتعهده تقديم مزيد من المساعدات الاقتصادية للجزيرة.
كانت التعليقات المناهضة للصين موضوعاً رئيسياً لجولة بومبيو الآسيوية هذا الأسبوع في المحيط الهندي، والتي بدأت في الهند ثم سريلانكا قبل أن تأخذه إلى جزر المالديف وإندونيسيا.
وحول زيارة جزر المالديف قال بومبيو إن واشنطن ستفتح سفارة في الأرخبيل للمرة الأولى. وذكر بومبيو في مؤتمر صحافي في منتجع على جزيرة قرب ماليه عاصمة المالديف التي يزورها ضمن الجولة الآسيوية «فتح السفارة لن يحدث بين عشية وضحاها، لكن الأمر يستحق». وأضاف «هذا هو ما ينبغي فعله. دوركم هنا في منطقة المحيطين الهندي والهادي وفي المجتمع الدولي يزداد أهمية».
واعتمدت كولومبو بشدة على الصين للحصول على قروض ودعم دبلوماسي لصد اتهامات بانتهاكها لحقوق الإنسان، لا سيما في الأشهر الأخيرة من الحرب الأهلية الضارية التي استمرت عقوداً. وأصرت واشنطن على تحقيقات ذات صدقية في الاتهامات بأن القوات السريلانكية قتلت ما لا يقل عن 40 ألف مدني أثناء سحق متمردي نمور التاميل في عام 2009.
وأعلنت الحكومة الفيتنامية أمس (الأربعاء)، أن المحطة القادمة لبومبيو ستكون فيتنام وتستمر لمدة يومين. وجاء في البيان، الذي نُشر على البوابة الإخبارية الرسمية للحكومة، أن زيارة بومبيو تأتي بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأكد رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شوان فوك، أن فيتنام تعتبر الولايات المتحدة واحدة من أكبر شركائها، وأعرب عن رغبته في تعزيز الشراكة، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والتجارة والاستثمار. ويجري مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة حالياً تحقيقاً مع فيتنام بشأن ما تردد حول تخفيض قيمة عملتها بطريقة قد تضر بالتجارة الأميركية.
كما يحقق في شرعية تجارة الأخشاب في الدولة الواقعة في جنوب آسيا. وقال فوك في البيان، إن سياسة سعر الفائدة على العملة الفيتنامية ليست مصممة لاكتساب مزايا تصديرية أو تعزيز الإنتاج المحلي. وخلال اجتماع مع آدم بوهلر، رئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية، في هانوي الاثنين، ورد أن فوك قال، إنه على الرئيس الأميركي دونالد ترمب إجراء «تقييم أكثر موضوعية للواقع في فيتنام».
نقلا عن الشرق الأوسط