وأوضح أن كل ما فعله ترمب -من خلال خطابه بشأن هذه الإستراتيجية- مجرد تسليطه الضوء على الوهم الذي عمل من خلاله المسؤولون الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء عندما يتعلق الأمر بـ “الحرب على الإرهاب”.
وأضاف أن الطرفين اتبعا نفس النهج المبني على افتراضات كاذبة ومكلفة ومنافية للأخلاق، لكنهما يأبيان الاعتراف بأخطائهما أو التعلم منها وتغيير هذا المسار برمته.
إستراتيجية ترمب
واستدرك الكاتب بأن الولايات المتحدة تعتبر في الحقيقة في حالة حرب مع مجموعات من المقاتلين الذين يكونون أحيانا متنافسين فيما بينهم، وأن رئيسي أميركا المتعاقبين بوش وأوباما قاما بإطلاق تصنيفات على هذه المجموعات، فمرة أسمياها “إرهابية” وفي أخرى نعتاها بكونها “متطرفة عنيفة” وأحيانا كانا يشيران إليها بوصفها “العدو” فقط.
وقال إن ترمب يسهم الآن في تعميق هذه البلبلة، عندما حذر في خطابه الأخير بشأن إستراتيجيته في أفغانستان بأن هناك عشرين منظمة إرهابية أجنبية تعمل في هذا البلد.
لكن ترمب لم يحدد أيا من هذا المنظمات الإرهابية يشكل تهديدا للولايات المتحدة، ولا أي منظمات ينبغي لأبناء وبنات أميركا المرتدين الزي العسكري القتال ضدها عندما ينتشرون أو يعيدون الانتشار في أفغانستان.
ومضى الكاتب بالقول: بل إن ترمب لم يوضح ما إذا كان “النصر” يتطلب إلحاق الهزيمة بكل هذه المنظمات الإرهابية جميعها أو بعضها أو بمجرد إحداها.
ترمب والبلبلة
وقال الكاتب إن سؤالا يتطلب الإجابة بشأن سر تزايد عدد الجماعات الإرهابية، حيث تقول وزارة الخارجية إن عددها ارتفع من 28 مجموعة عام 2002 إلى 44 مجموعة عام 2009 ثم 61 مجموعة في الوقت الحاضر، وذلك وفق البيانات التي أصدرتها الوزارة نفسها.
وأضاف أن ترمب كرر ما قاله سلفاه عندما صرح بأن الإرهابيين يحتاجون إلى ملاذات آمنة للانطلاق منها لمهاجمة أميركا.
وقال الكاتب إن هذا الاعتقاد الباطل مبني على سوء الفهم الأساسي الذي لا يمكن تبريره لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وذلك حيث مر خاطفو الطائرات 33 مرة من خلال نقاط التفتيش الحدودية دون أن يتم كشفهم، إلى أن تمتعوا بالملاذ الآمن في جنوبي ميرلاند وساندياغو وأوكلاهوما سيتي.
وأضاف أن بوش وأوباما وترمب أطلقوا وعودا مستحيلة التحقيق بشأن مواجهة الإرهاب في العالم، وقال إنه سبق لإدارة بوش أن أعلنت سبع مرات أنها ألحقت الهزيمة بـ حركة طالبان في الفترة من 2002 إلى 2005، لكن شيئا من هذا لم يحصل.
وتحدث الكاتب عن تزايد أعداد الضحايا من المدنيين بسبب القصف الأميركي في أنحاء متفرقة من العالم بذريعة الحرب على الإرهاب، وذلك كما هو الحال في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا واليمن وغيرها.
وقال إن البعض كان يأمل أن يأتي ترمب بجديد بشأن مكافحة الإرهاب، لكن خطابه الأخير بهذا الشأن كان مخيبا للآمال.
الجزيرة