قـــراءة فــي الصحـــف
نشرت صحيفة “الغـارديـان” البريطانية مقالاً كتبته “جنان دي جيوفاني” بعنوان: “كيف يمكن للغرب الوقوف ساكنًا أمام تدمير حلب؟”، إنه يتحتم على الغرب واجب، يتمثل بمنع الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية في حلب، لأنه في حال عدم قيامنا بذلك، فإن هذه الحرب ستستمر هناك لعقود، مضيفة أن المعارضة في سوريا تؤكد أنها استطاعت كسر الحصار المفروض عليها، إلا أنها لم تستطع تأمين ممر آمن للمدنيين.
ونوّهت محررة الـ “غارديان”، بأن المعركة في حلب مصيرية، إلا أنها تضيف فصلًا جديدًا من فصول مآسي أهالي هذه المدينة، الذين أضحوا على يقين بأن المجتمع الدولي يبقى ساكنًا أمام وضعهم الإنساني المزري، مؤكدة أنه ما من أحد سيأتي لإنقاذ السوريين، وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يحرك ساكنًا في العام 2013، عندما استخدم الجيش السوري النظامي الأسلحة الكيماوية ضد أهالي الغوطة، وقتل العديد من الأطفال، متجاوزا بذلك الخطوط الحمراء، التي تحدث عنها، فإنه بلا شك لن يحرك ساكنًا اليوم بعد استخدام القوات الحكومية السورية غاز الكلور السام في إدلب.
وأوضحت “جيوفاني”، في مقالها، أن التقارير الأخيرة تشير إلى مقتل العديد من الأطفال والأطباء، خلال الاعتداءات المتكررة على المدينة، وتابعت أن الوضع في حلب متدهور جدًا، فهناك نحو 300 ألف طفل عالقين في المدينة، وأن هؤلاء الأطفال يعمدون إلى حرق الإطارات لتضليل الطائرات التي تقصفهم.
ونقلًا عن “بسمة قضامني” من المعارضة السورية، فإن “الخطة الروسية المدعومة دوليًا، ألا وهي الممرات الآمنة في حلب، استطاعت ترهيب المواطنين، الذين اعتبروها محاولة لتطهير المدينة”، مضيفة أنها كانت ممرات لخروج المواطنين، وليس لدخول أي مساعدات لداخل حلب.
واختتمت حديثها بالقول إن “المرافق الطبية في حلب في حالة يرثى لها، فلم يبق في المدينة سوى 34 طبيبًا”، مضيفة أن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، أكدت أن القوات السورية الحكومية استهدفت بشكل مباشر 6 مستشفيات في حلب في الأيام الماضية، أي الأسوأ في المنطقة منذ عام 2011.
بدورها عنونت صحيفة ” العربي الجديد”، “النظام يواصل حرق حلب: مدينة منكوبة بلا دواء ولا غذاء”.
“تفوق يوميات الموت المتنقل في أحياء حلب الشرقية، كل عبارات اللغة، إذ لم نعُد نجد فيها ما يعبّر بدقة لوصف اللحظات الطويلة المريرة التي نعيشها منذ سبعة أيام، قَصَفَ خلالها النظام حتى المشافي، ليُنهي أمل الجرحى بإمكانية النجاة، وليهدد معه من تبقى من كوادر طبية (..) وكأن طائرات النظام الحربية تخوض الحرب مع الأطباء والمسعفين، لا مع المقاتلين على الجبهات”.
بهذه العبارات، وبصعوبة بالغة، تحدث المواطن السوري حسني مصطفى، المقيم في حي السكري، شرقي حلب، قبل أن يعتذر عن مواصلة الحوار مع “العربي الجديد”، عند سماعه لهدير طائرات حربية، تكاد لا تفارق سماء المنطقة على مدار الساعة، قائلاً إن “مجزرة جديدة قد تقع كل دقيقة مع سماع هذا الصوت”.
وقدم مستشار الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، “ستيفن أوبراين”، عصر أمس، أمام مجلس الأمن الدولي، إحاطته حول الوضع في سورية وحلب التي اختصر واقعها بالقول إنه “أكثر من كارثة”.
وقال إن “الأمم المتحدة غير قادرة على الوصول إلى المدنيين شرقي حلب بسبب حصار النظام السوري”. وأضاف أن المنظمة الدولية “تحاول الوصول إلى 6 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدات شهرية عاجلة”، لافتاً إلى أن “حوالي مليون شخص يعيشون بمناطق محاصرة في سورية”.
وبحسب أوبراين، فإنّ 750 من العاملين في الحقل الإنساني قتلوا في الحرب السورية “وذلك في انتهاك صارخ للقانون الدولي”. وتساءل أوبراين عن جدوى تبني مجلس الأمن لقرارات حول تقديم المساعدات الإنسانية والطبية في سورية، إذا لم يتم تنفيذها.
بدورها، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية “إيزابيل هوف”، والتي قدمت من دمشق إحاطتها عبر الفيديو، إن هناك أكثر من 300 ألف شخص لقوا حتفهم في سورية منذ اندلاع الأحداث، وأن حوالي خمسة ملايين شخص غادروا سورية، وأن ستة ملايين شخص نزحوا داخل سورية، و5 ملايين يقيمون في مناطق محاصرة ومناطق يصعب الوصول إليها.
وأكدت كذلك أن ثلثي العاملين في الحقل الطبي غادروا البلاد. كما أن نسبة خطر انتشار الأمراض المختلفة عالية وأن النساء الحوامل لا يمكنهن تلقي خدمات الإنجاب على نطاق واسع.
أما المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، فقد أعلنت أن واشنطن “تعرف بالأسماء قادة النظام السوري المتورطين في جرائم ضد المدنيين وستقوم بمحاسبتهم”، مكررة مواقف سابقة لها ومفادها أن “روسيا ونظام الأسد يدمران سورية.
المركز الصحفي السوري _ صحف