تستضيف روسيا بطولة كأس العالم لمنتخبات كرة القدم رفقة مع مئات الآلاف من المشجعين الذين وصلوا روسيا في الأيام القليلة الماضية , وسط نداءات من شعوب العالم بمقاطعة هذه الدولة التي تقتل وتنكل في الشعوب الأخرى ولاسيما في سوريا .
للوهلة الأولى, تبدو روسيا منظمة و راعية لكأس العالم كما حدث في دولة استضافت هذا الحدث في الأعوام السابقة فهو ليس حدث عادي أو روتيني كما جرت العادة سابقا فروسيا دولة مختلفة وراعية لمنظمات وأنظمة قاتلة للشعوب, فالطائرات الروسية قتلت في سوريا أكثر من 2600 مدني بغارات جوية معظمهم في مجازر كان آخرها مجزرة بلدة زردنا شمال شرق إدلب والتي راح ضحيتها 48 شهيداً.
المعروف أن الدولة التي تستضيف كأس العالم تكون راعية للسلام والأمن, وتعمل على ارسائهما إلا أن روسيا على عكس ذلك تماماً, فهي تساهم بنسبة تفوق إيران وحزب الله والميليشيات الموالية للنظام بقتل المدنيين في سوريا وتساهم في تأجيج الصراع العسكري, وتزعم أنها تريد الحل السياسي, فطائراتها قصفت حي الليرمون في حلب في أول يوم من ايام المونديال, حيث كان منتخبها يلعب مع السعودية بأولى المباريات في موسكو والطائرات تقصف في حلب.
أما دول أوربا, والتي تشكل نسبة كبيرة من أصدقاء الشعب السوري والثورة, فهددت بعضها بمقاطعة بطولة كأس العالم في روسيا لكن الأمر لم يتعدى كونه كلام سياسي وترويح عن النفس, فلم تجزم أي دولة أوربية أو عربية _السعودية خير مثال _ على الوقوف مع الشعب السوري المسحوق بصواريخها التي قتلت السوريين من سواحل بحر قزوين الشمالية وبارجاتها في اللاذقية وطرطوس وطائراتها في حميميم, فهل تذهب الى روسيا وتقيم في فنادقها وتتسوح مع نسائها وتخسر بخمسة أهداف مقابل لا شيء ؟ وهل دماء السوريين رخيصة إلى هذا الحد لتذهب وتنام في أحضان مزهقها ؟ أنتم ستخرجون من الدور الأول في البطولة, كان الأجدر بكم أن تعلنوا مقاطعة هذا المونديال لحفظ ماء الوجه يتساءل السوريون.
بوتين يحمل بيده كأس العالم الذهبي, ويتغنى ويحتفل مع حكومته بهذه الاستضافة التي تدر على خزينته مليارات الدولارات, بالمقابل يتغنى بانتصارات طائراته على الشعب السوري الأعزل في حلب وإدلب وحماة, والحكام والسياسيون العرب يعون ذلك بل يحفظونه عن ظهر قلب إلا أن المشاركة في كأس العالم ورؤية فتيات روسيا في الملاعب والبارات أفضل عندهم من أشلاء الاطفال السوريين .
نعم, بوتين يحمل بيده اليمنى كأس العالم, وبيده اليسرى آلة القتل, وحكام العرب يحملونه مع الكأس, والصواريخ فوق رقابهم .
المركز الصحفي السوري — خاطر محمود