يبحث مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة، الثلاثاء 16 فبراير/شباط 2016، قصف القوات التركية مواقع منظمة حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي (PYD) في سوريا المرتبط بحزب “العمال الكردستاني” (PKK) في تركيا بناءً على طلب روسي.
ومن المنتظر أن يقدم مسؤولون في إدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية عرضاً للمجلس حول الموضوع، كما أنه من المتوقع أن تطرح بلدان غربية خلال الجلسة موضوع استهداف روسيا لمدرسة ومستشفيات.
ويتمحور نقاش مجلس الأمن اليوم حول المعارك في اليمن، والوضع الإنساني فيها.
وكان مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة انتقد في جلسة الأسبوع الماضي تحت عنوان “الوضع الإنساني في سوريا” عدم مطالبة دول (لم يسمها) أعضاء بمجلس الأمن الدولي، عقد جلسات طارئة لمناقشة الوضع المأساوي في اليمن، على حد قوله، وتساءل قائلًا: “لماذا لا نعقد جلسات حول الأوضاع الإنسانية المتردية في اليمن؟”، مشيرًا إلى أن “الجميع يتحدث فقط عن سوريا، وموسكو ترى ضرورة الاستماع لإفادات بشأن اليمن”.
وكان وزير الدفاع التركي عصمت يلماز أعلن، أمس الأول الأحد، أن عناصر تابعة لمنظمة حزب الاتحاد الديمقراطي (الإرهابية) أطلقت قذيفة هاون على الأراضي التركية، استهدفت منطقة مخفر “دمير إشق”، الحدودي بولاية كيلس، وردت عقب ذلك القوات التركية بالمثل، وفق قواعد الاشتباك.
وأعرب مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة “خالد جفيك” عن استيائه من انتقادات مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، لقصف القوات التركية أهدافاً تابعة لمنظمة “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الذراع السورية لمنظمة بي كا كا الإرهابية) في سوريا، قائلاً: “إن البلد المسؤول عن ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي في سوريا ليس في موقع يمكنه من تقديم الدروس للآخرين”.
جاء ذلك في كلمته بجلسة لمجلس الأمن الدولي تحت عنوان “دور الأمم المتحدة في حماية السلام والأمن الدوليين”، حيث أكد جفيك أن تركيا ردت خلال الأيام الأخيرة على هجمات صادرة من الأراضي السورية بموجب قواعد الاشتباك، والقانون الدولي.
وأعرب جفيك عن قلقه حيال الآثار الإنسانية المترتبة على الغارات الجوية المتزايدة يومياً ضد المدنيين في سوريا، مضيفاً “فقط قبل 24 ساعة، لقي العديد من المدنيين مصرعهم بينهم أطفال جراء غارات روسية على مدارس وهيئات صحية في سوريا، بينها مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود، كما أن غارات ذلك البلد العضو في مجلس الأمن (روسيا) على شمال وشمال غربي البلاد، تسببت بموجة نزوح كبيرة”.
ولفت إلى أن نظام الأسد سعى إلى البقاء في السلطة من خلال استخدام كافة الوسائل اللاإنسانية مثل الأسلحة الكيميائية، والبراميل المتفجرة، والتعذيب والتجويع، مؤكداً أن النظام يمارس الإرهاب بحق الشعب.
كما أعرب جفيك عن غضبه من اتهامات مندوب سوريا لتركيا خلال الاجتماع، قائلاً: “لا يحق لمندوب نظام مسؤول عن ارتكاب جميع أشكال الجرائم ضد الإنسانية، وعن ظهور تنظيم داعش، أن يقدم الدروس للآخرين بخصوص الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة”.
وفي كلمته خلال الجلسة وجه نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “بيتر إليتشيف” انتقادات لتركيا لقصفها أهدافاً تابعة لمنظمة “حزب الاتحاد الديمقراطي” في سوريا.
وكانت قوات تركية قصف مواقع تنظيم “حزب الاتحاد الديمقراطي” في سوريا، السبت الماضي، حيث كان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أكد في كلمة حينها، أن قصف قوات بلاده المناطق القريبة من إعزاز السورية، جاء رداً على نيران صدرت من هناك، وفقاً لقواعد الاشتباك.
عربي