الكشف عن اسلحة مهربة تضم عملاء النظام الإيراني
صوفيا تمثل محطة تجميع للشبكات الإيرانية قبل العبور إلى قلب الاتحاد الأوروبي
كشف اعتقال السلطات البلغارية عملاء النظام الإيراني ضمن شبكة لتهريب الأسلحة عن وجه جديد من الأنشطة السرية الإيرانية في أوروبا، في وقت لم تنته فيه تداعيات الكشف عن شبكة إيرانية لاغتيال معارضين في باريس.
وأعلنت السلطات البلغارية أنه تم العثور، الجمعة الماضي، في صوفيا على ترسانة تتألف من أكثر من مئة سلاح أوتوماتيكي بينها رشاشات كلاشنيكوف.
وأوقف إيرانيان وعدد من البلغار خلال هذه العملية التي سمحت أيضا بالعثور على مطبعة للوثائق المزورة.
واكتشفت الترسانة في مخبإ تحت الأرض لمبنى في العاصمة، وتضم 67 رشاش كلاشنيكوف و37 مسدسا رشاشا من نوع “سكوربيون” و43 مسدسا آخر وثمانية كيلوغرامات من البارود وحوالي خمسين ألف رصاصة.
وقال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف للصحافيين “لم أر من قبل مثل هذه الكمية من الأسلحة (…) ومن نوعية تشبه تلك التي تملكها وحداتنا الخاصة”.
وصرح مدير مكتب مكافحة الجريمة المنظمة إيفايلو سبيريدونوف بأن هذه الأسلحة كانت معدة للتصدير على الأرجح “وأقرب وجهة هي أوروبا”.
ولم يستبعد خبراء أن يتنزل وجود إيرانيين ضمن هذه الشبكة في سياق تكوين شبكات لتهريب أسلحة وعناصر استخبارية إلى قلب أوروبا وأن صوفيا ما هي إلا محطة من المحطات التي تتجمع فيها هذه الشبكات بانتظار فرصة العبور إلى دول مثل ألمانيا وفرنسا.
واستفادت إيران خلال أربعين عاما من ثورة 1979 من التعاطي الأوروبي المتسامح مع أنشطتها للاستمرار في تعقب المعارضين والتجسس عليهم، ونفذت عناصر تابعة لها محاولات متعددة لاستهداف معارضين للثورة وخاصة من العناصر الكردية المعارضة.
وكانت فرنسا أحبطت في يونيو الماضي هجوما يستهدف تجمعا سنويا لـ المعارضة الإيرانية في الخارج، جماعة مجاهدي خلق، شارك فيه الآلاف في ضاحية فليبانت على مشارف العاصمة الفرنسية باريس.
ولم تخف باريس شكوكها في أن وزارة المخابرات الإيرانية تقف وراء مؤامرة لمهاجمة مؤتمر لجماعة معارضة في المنفى خارج باريس وأنها صادرت أصولا تخص أجهزة المخابرات الإيرانية.
وقالت جهات الأمن الفرنسية إنها قامت بتحقيق طويل ودقيق ومفصل مكّن من “الوصول إلى نتيجة تفيد دون أدنى شك بأن المسؤولية تقع على عاتق وزارة المخابرات الإيرانية”.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن “الاعتداء الذي تم كشفه في فيلبانت يؤكد ضرورة التعاطي بشكل متشدد في علاقاتنا مع إيران”.
لكنه استطرد قائلا إن فرنسا ترغب في مواصلة حوار مع طهران “يستند إلى الضغوط والتفاوض” في الوقت نفسه.
بويكو بوريسوف: لم أر من قبل مثل هذه الكمية من الأسلحة ومن نوعية تشبه ما تملكه قواتنا
ويجمع المراقبون لشؤون العلاقات الفرنسية الإيرانية في العاصمة الفرنسية على أن تحوّلا قد حدث في موقف باريس من طهران سيجعل من الموقف الفرنسي أكثر تشددا، وبالتالي أكثر قربا من الموقف الأميركي.
ويرى هؤلاء أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الفرنسية، ردا على مخطط لتفجير تجمع للمعارضة الإيرانية تقول السلطات الفرنسية إنها أحبطته في يونيو الماضي في مدينة فيلبانت، كما قيام الشرطة الفرنسية بمداهمة أحد المراكز الشيعية المدعومة من طهران، تمثل الأعراض الأولى لهذا التحول الذي قد يطال دولا أوروبية أخرى.
ودعت إيران إلى إجراء محادثات مع باريس لإزالة ما اعتبرته “سوء تفاهم” و”خطأ” في ما يتعلق بعملية فيلبانت. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إنه “إذا كان هناك سوء تفاهم حول أمر غير موجود، سواء كان ذلك مؤامرة مدبرة من قبل آخرين أو خطأ، يمكننا التحدث عن ذلك”.
وبعد هذا الانكشاف تحركت دول أوروبية كثيرة للتقصي بشأن أنشطة الدبلوماسيين الإيرانيين والشبكات التابعة لهم. وكشفت بلجيكيا عن توقيف أربعة أشخاص بينهم دبلوماسي إيراني في كل من بلجيكا وألمانيا وفرنسا شاركوا في التخطيط والإعداد لشن هجوم على مؤتمر للمعارضة الإيرانية.
وفيما اعتقلت ألمانيا الدبلوماسي الإيراني الذي يتهم بالوقوف وراء محاولة تفجير فليبانت، فإن السلطات الهولندية قامت بدورها بطرد دبلوماسيين إيرانيين.
وكان عدد من الوزراء الأوروبيين والعرب السابقين ضمن الحضور في اجتماع المعارضة الإيرانية في باريس.
وكشف موقع “ذا دايلي بيست” الأميركي بالتزامن مع موجة الاعتقالات ضد إيرانيين في أوروبا، أن عناصر الأجهزة الإيرانية السرية تقوم بخطوات بشكل متزايد عبر أوروبا وأفريقيا، وتستغل بعثاتها الدبلوماسية في الخارج كأدوات لتوظيف القوة بشكل غير معهود منذ تسعينات القرن الماضي.
نقلا عن مجاهدي خلق الإيرانية