نشرت الأمم المتحدة أرقاما جديدة تشير إلى حجم المخاطر في أفريقيا جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، بينما أعلنت ألمانيا أنها سيطرت على الوضع في أراضيها، في حين لا تزال الصين تواجه تداعيات الوباء ومن بينها انكماش اقتصادي تاريخي.
وتجاوز العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم مليونين و181 ألف حالة، توفي منها أكثر من 147 ألف حالة، بينما تعافى نحو 555 ألف مصاب، وفقا للإحصاءات المجمعة التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز الأميركية.
في غضون ذلك، قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا إنها أعدت أربعة تصورات لنتائج وباء كورونا في القارة السمراء على أساس مستوى التدابير الوقائية التي اتخذتها الحكومات الأفريقية.
وفي حالة عدم اتخاذ أي إجراءات، تقول الدراسة إن أكثر من 1.2 مليار أفريقي سيصابون بالمرض ويموت 3.3 ملايين منهم هذا العام. ويبلغ عدد سكان أفريقيا حوالي 1.3 مليار نسمة.
لكن معظم مناطق القارة الأفريقية فرضت بالفعل تدابير التباعد الاجتماعي، التي تراوحت بين حظر التجول وإرشادات السفر في بعض البلدان والإغلاق التام في بلدان أخرى.
أفضل سيناريو بأفريقيا
ومع ذلك، فإنه في أفضل السيناريوهات، في حالة تدخل الحكومات بشكل قوي لتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، سيؤدي الوصول إلى ما يعادل 0.2 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص أسبوعيا، إلى حدوث 122.8 مليون إصابة، و2.3 مليون حالة تحتاج الرعاية بالمستشفيات و300 ألف وفاة.
وسجلت 54 دولة أفريقية حتى الآن أقل من 20 ألف إصابة مؤكدة بالمرض، وهو رقم لا يمثل سوى نسبة صغيرة من أكثر من مليوني حالة مؤكدة على مستوى العالم. لكن منظمة الصحة العالمية حذرت أمس الخميس من أن عدد الإصابات في أفريقيا قد يصل إلى عشرة ملايين حالة في غضون ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر.
وذكر تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا أنه “للحماية والبناء من أجل الرخاء المشترك، مطلوب 100 مليار دولار على الأقل للاستجابة الفورية ببناء شبكة أمان صحية واجتماعية”.
النموذج الألماني
في غضون ذلك، لا تزال أوروبا تكافح من أجل احتواء الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 94 ألفا من سكانها حتى الآن، رغم تحقيق تقدم في بعض الدول.
وأعلن وزير الصحة الألماني ينس شبان اليوم الجمعة أن تفشي فيروس كورونا المستجد أصبح تحت السيطرة في ألمانيا.
وقال شبان في مؤتمر صحفي “”تفشي المرض بات من اليوم قابلا للسيطرة والإدارة مرة أخرى”، مضيفا أن نظام الرعاية الصحية “لم يكن في أي وقت من الأوقات مضغوطا إلى هذا الحد”.
وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات معهد روبرت كوخ الألماني الحكومي للأبحاث والتحاليل انخفاض معدل استنساخ الفيروس في ألمانيا إلى 0.7%. ويوضح معدل الاستنساخ متوسط عدد الأشخاص الذين تنقل إليهم العدوى من الشخص المصاب.
وكان مدير معهد روبرت كوخ تحدث عن نجاح في إبطاء انتشار الفيروس في ألمانيا من خلال الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي والنظافة.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأربعاء إن ألمانيا ستتخذ خطوات محدودة للخروج من الإغلاق العام مع إعادة فتح جزئي للمتاجر الأسبوع المقبل والمدارس اعتبارا من 4 مايو/أيار.
عاقبة مناعة القطيع
لكن المشهد مختلف في دول أوروبية أخرى ومن بينها بريطانيا، حيث قال مدير معهد يو سي أل للصحة العامة أنتوني كوستيلو في إفادة أمام لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية في البرلمان البريطاني إن الحكومة كانت شديدة البطء على عدد من الجبهات في مواجهة وباء كورونا، مما قد يؤدي إلى وفاة أربعين ألف شخص في البلاد.
وصرح كوستيلو قائلا “أين كانت أخطاء النظام التي أدت إلى أن نسجل على الأرجح أحد أعلى معدلات الوفاة في أوروبا؟ ينبغي أن نواجه الواقع. كنا شديدي البطء في عدد من الأمور. لكن يمكننا أن نضمن أننا لن نكون شديدي البطء في الموجة الثانية”.
وأوضح أن حصيلة الوفيات في بريطانيا قد تصل إلى 40 ألف شخص وعندها يكون ما بين 10% و15% من السكان قد اكتسبوا مناعة ضد المرض. وأضاف “لذلك فإن فكرة مناعة القطيع ستعني خمس أو ست موجات أخرى للمرض لترتفع النسبة إلى 60%”.
من جهة أخرى، أفادت الأنباء الواردة من فرنسا بإصابة حوالي 40% من طاقم حاملة الطائرات شارل ديغول بفيروس كورونا.
وأعلن مجلس الشيوخ الفرنسي في بيان اليوم الجمعة، نقلا عن رئيسة الإدارة الطبية في الجيش مارلين جيكاس جينيرو، أن نحو 940 من الموجودين على متن حاملة الطائرات البالغ عدد أفراد طاقمها 2300 شخص مصابون بفيروس كورونا.
الصين.. تعديل الحصيلة
وأعلنت الصين اليوم مفاجأة حين قالت إنها سجلت نحو 1300 وفاة إضافية بمرض كوفيد-19 في ووهان بؤرة تفشي الوباء بعد مراجعتها لأعداد الموتى، وذلك للاشتباه في سوء تقدير بحصيلتها الأولية لضحايا الوباء الذي أدى أيضا إلى انكماش اقتصادي غير مسبوق بالبلاد في الربع الأول من العام.
وفي بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت المدينة -التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة وضعوا تحت الحجر أواخر يناير/كانون الثاني- أن بعض المرضى توفوا في بيوتهم في ذروة تفشي الوباء فيها لاستحالة توجههم إلى المستشفيات. لذلك، لم يجر تضمنيهم في الإحصاءات الرسمية التي لا تأخذ بعين الاعتبار إلا الذين توفوا بالمستشفى.
وترفع الإحصاءات الجديدة حصيلة الوفيات في ووهان وحدها بنسبة 50% إلى 3869.
وتأتي المراجعة في الوقت الذي تعرضت فيه دقة البيانات الصينية المتعلقة بفيروس كورونا للتشكيك في الخارج.
انكماش تاريخي
وتواجه الصين أيضا مثل بقية الدول الكبرى تداعيات اقتصادية شديدة جراء الوباء. وأظهرت البيانات الرسمية اليوم الجمعة أن الاقتصاد الصيني انكمش في الربع الأول من العام الجاري بمعدل 6.8% جراء إجراءات الحجر العام التي تضمنت إغلاق المصانع ومراكز التسوق وأفقدت الملايين وظائفهم.
وهذا أول انكماش اقتصادي تسجله الصين -ثاني أكبر اقتصاد في العالم- منذ عام 1992 على الأقل، حين بدأ نشر البيانات الفصلية للناتج المحلي الإجمالي.
المصدر : الجزيرة + وكالات