أثار مسلسل “ممالك النار”، الذي يعرض عبر قناة “MBC” السعودية جدلًا كبيرًا في تركيا.
وهاجمت وسائل إعلام وصحفيون أتراك المسلسل الذي يناقش الحقبة الأخيرة من دولة المماليك قبل سقوطها على يد الدولة العثمانية، في بدايات القرن السادس عشر.
ويضم المسلسل شخصيات تمثل ثلاثة سلاطين أتراك، هم محمد الفاتح، وبيازيد الثاني، وسليم الثاني.
ووصفت قناة “TRT عربية” الحكومية عبر موقعها الرسمي، في 17 من تشرين الثاني الحالي، المسلسل بأنه يهدف لـ “تزييف التاريخ لتشويه صورة تركيا والدولة العثمانية”، بحسب تعبيرها.
وقالت القناة إنه ورغم الميزانية الضخمة للمسلسل (40 مليون دولار)، لكنه “بعيد كل البعد عن منافسة الدراما التاريخية التركية”، مؤكدة أن العمل يعتمد على السرد التاريخي بما يتناسب مع الأفكار التي يتبناها.
واعتبرت القناة أن المسلسل يعتبر “نقطة تحول مهمة في التوجه الإماراتي للهجوم على تركيا وتشويه صورتها”، بحسب تعبيرها.
وشنت صحيفة “AKIT” التركية أمس، الاثنين 18 من تشرين الثاني، هجومًا كبيرًا على المسلسل، معتبرة أن العمل صور السلطان محمد الفاتح “كرجل شرير”.
وقالت الصحيفة إنه “في الوقت الذي كان الشعب العربي ينتظر مسلسل قيامة عثمان (يتحدث عن حياة مؤسس الدولة العثمانية)، تحركت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لإعلان حرب جديدة على الإمبراطورية العثمانية”، بحسب تعبيرها.
واعتبرت الصحيفة أن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل “قيامة أرطغرل” (يتحدث عن حياة أرطغرل، والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية)، أزعج “الإدارات العميلة في الدول العربية”.
وبحسب الصحيفة فإن المسلسل أعدته “الإمارات والسعودية لتهاجم العثمانيين، وتظهرهم كمجتمع وحشي سافك للدماء”.
من جانبه قال الصحفي التركي جان هاسوسو، مساء أمس، عبر “تويتر”، إن المسلسل ليس الأول الذي يهدف إلى “تلطيخ التصور التركي”.
وأضاف هاسوسو أن العالم العربي “اعتاد النصوص الدعائية، التي تمت قراءتها تحت اسم التاريخ، ولحسن الحظ فالشعب العربي يعرف بالأساس ما الحقيقة”.
واعتبر أن المسلسل سيثير فضول الجمهور العربي لتعلم التاريخ العثماني “الحقيقي”.
– ما هو مسلسل ممالك النار؟
العمل أُنتج من قبل شركة “جينو ميديا”، وبطولة عدد كبير من الممثلين العرب، منهم ممثلون سوريون.
ويشارك في بطولة العمل من سوريا، محمود نصر وكندة حنا ورشيد عساف ومنى واصف وعبد المنعم عمايري وديمة قندلفت.
وهو من إخراج المخرج البريطاني “بيتر ويبر”، وصُوّر العمل في تونس بشكل كامل.
وبلغت تكلفته ما يقارب 40 مليون دولار أمريكي، بحسب ما نقلته قناة “صدى البلد” المصرية، وهو مبلغ ضخم بالنسبة للأعمال الفنية في الشرق الأوسط.
وكان من المفترض أن يبث العمل حصريًا عبر شبكة “NETFLIX”، قبل أن تعلن شبكة “MBC” السعودية عن بث المسلسل عبر قناتها الأولى.
يناقش المسلسل الحقبة الأخيرة من دولة المماليك في مصر قبل سقوطها على يد الدولة العثمانية، والتحولات الكبرى في المنطقة بعد هزيمة الدولة الصفوية في إيران على يد السلطان سليم الأول.