قـــــراءة فـــي الصحـــف
نبدأ قراءتنا من صحيفة “الإنـدبنـدنـت” البريطانية التي رصدت تصريحات مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، والتي أعربت خلالها عن استعداد بلادها للتعاون مع الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب.
ولفتت الصحيفة – في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني يوم الجمعة الماضي، إلى تصريحات بثينة شعبان، مستشارة الأسد، والتي وجهت خلالها بضرورة أن تنتظر الحكومة السورية بشكل حذر “لترى ما هي سياسات الرئيس المنتخب.. لاسيما تجاه الإرهاب” قبل الخوض في أي تعاون بشأن الحرب الأهلية المستمرة منذ 6 سنوات تقريبا في سوريا.
وأضافت شعبان – في تصريحات أدلت بها لوسائل إعلام أمريكية عقب الانتخابات – “أعتقد أن الشعب الأمريكي بعث برسالة عظيمة ومهمة للغاية إلى العالم أجمع”.
ونوهت الصحيفة إلى دعم الولايات المتحدة الضمني لقوات المعارضة السورية لوجستيا وماليا خلال فترة ما قبل ترامب، والتزام واشنطن بفكرة ضرورة رحيل الأسد عن السلطة بدعوى إحلال السلام في الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 400 ألف شخص حتى الآن.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات ترامب – التي أدلى بها خلال حملته الانتخابية – مؤكدا أن موقف سياسته الخارجية سيكون أقل تدخلا مقارنة بأسلافه، قائلا “إن تغير النظام السوري لا يتسبب إلا في إحداث مزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط، وإنه في الوقت الذي لا يرحب فيه الأسد بأي شريك فإن مساندة حكومته هي أفضل طريق لإزاحة التطرف الذي ترعرع في الفوضى التي أحدثتها الحرب الأهلية في سوريا”.
وعلقت الصحيفة على اقتراح ترامب بسحب الدعم الأمريكي المقدم لقوات المعارضة السورية – التي لا تزال تحارب في شرق حلب وفي محافظة إدلب وفي جنوب البلاد – “إن هذا الأمر إن حدث سيصب في صالح حكومة الأسد في النهاية”.
واختتمت الصحيفة تقريرها “ينتظر المراقبون الذين يعتقدون أن تصريحات ترامب كانت مجرد (دعاية انتخابية)، للتأكد مما إذا كانت تصريحاته سيتم تطبيقها على أرض الواقع أم أنه سيتخلى عنها بمجرد توليه منصبه رسميا في يناير القادم”.
بدورها قالت صحيفة “الجـارديـان” البريطانية، إن فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية هدم آمال المعارضة السورية في الانتصار بالحرب الأهلية الدائرة مع النظام السوري لـ 5 أعوام.
وتقول الصحيفة أنه بينما كان يتم إعلان نتيجة الانتخابات، كان قادة المعارضة السورية يحضرون اجتماعًا بستوكهولم يبحث حلول لخروج حلب من الأزمة.
وأضافت أن القادة السياسيين والمعارضة السورية المشاركين في الاجتماع كانوا يعلقون آمالًا كبيرة على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي كانت قد اقترحت دعم المعارضة بهدف خدمة المصالح الأمريكية حينما كانت تتقلد منصب وزيرة الخارجية.
بينما على الجانب الآخر، فإن الرئيس المنتخب تحدث عن دعم بشار الأسد، والأهم من ذلك، أنه أعرب عن اعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذى بدعمه للرئيس السوري جعل كفة الصراع تميل لصالحه، على حد قول الصحيفة.
وكشف أحد المشاركين بالاجتماع عن رد فعل أحد قادة المعارضة بعد سماع خبر فوز ترامب: “قال باستخفاف نحن مثل الصراصير، لا شيء يمكن أن يقتلنا”، كما كان هناك يقين بين الحاضرين بأن ترامب سيؤيد سياسة بوتن بقصف المعارضة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قادة المعارضة يتوقعون أن يصيغ الرئيس المنتخب سياسته تجاه سوريا بأنها معركة ضد تنظيم الدولة في آخر معاقله بشمال شرقي البلاد.
كما ذكرت أن ترامب يبدو متشككًا في تقديم الدعم للمعارضة، على عكس الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما الذى أمضى عدة سنوات في محاولة لتنظيم قوة معارضة متماسكة كما قام بتوفير التدريب والأسلحة لـ70 وحدة بالمعارضة.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب كان بالفعل قد أشار إلى أنه سوف يسحب الدعم المتبقي من الولايات المتحدة للمعارضة السورية، فيما أعربت المستشارة الإعلامية للأسد “بثينة شعبان” عن استعداد دمشق للتعاون مع الرئيس الأمريكي الجديد حال انسجام سياسته مع تطلعات الإدارة السورية.
المركز الصحفي السوري _ صحف