أقرّت الـ بي بي سي أن فيلماً وثائقياً عن هجوم بالأسلحة الكيماوية نفذته قوّات النظام في سوريا يحتوي على أخطاء كما زعم الصحفي البريطاني والكاتب في صحيفة Mail on Sunday “بيتر هيتشنز”, الذي وثفته الصحيفة ذلتها بانحيازه الواضح لروسيا وحكومة النظام السوري, وفق ما نشر موقع “ميل أونلاين” أمس الأحد 5 أيلول/سبتمبر, وترجمه المركز الصحفي السوري بتصرّف.
فقد قدّم هيتشنز احتجاجاً على برنامج مقدم من ماي دي بعنوان “The Canister on the bed” ولاقى تأييداً من قبل وحدة الشكاوى التنفيذية في الشركة “ECU”, حيث اتفق المحكمون بحسب التقرير على أنّ البرنامج الذي أعده الصحفي الاستقصائي في بي بي سي “كلوي هادجي ماتيو” فشل في تلبية المعايير التحريرية للمؤسسة فيما يتعلق بالدّقة من خلال الإبلاغ عن مزاعم وصفت بــ “الكاذبة”.
وأشارت المؤسسة إلى أنّ هيتشنز، الذي قدم تقارير عن الأنظمة الاستبدادية لأكثر من 40 عاماً ، يشاطر “وجهات نظر حكومة النظام السوري وحليفته روسيا بشأن الحرب, إلاّ أنّه أكّد أنّه لا يخدم أيّ حكومة, ولا سيما في موسكو ودمشق.
وحتّى أنّ هيتشنز نشر أمس الأحد على حسابه الشخصي في موقع تويتر تغريدة أشار فيها إلى أنّ لديه أكثر من 20 عاماً من العداء لنظام الأسد وبوتين الذي أكّد أنّه يصفه بــ “الطاغية الشرير”.
وفي ذات السياق, فقد تداولت عدّة مصادر محلية وعربية منذ عدّة اشهر تقريراً حول تسريب إيميلات كشفت عن شبكة معقدة تربط بين مجموعة أكاديميين غربيين مع مسؤولين روس ووسائل إعلام روسية، بالإضافة لموقع ويكيليكس الذي لا زال يعتبر أنّ نظام الأسد هو ضحيّة مؤامرة كونية تحاول الإطاحة به.
ووفقاً لذلك التقرير فقد فضحت لجنة العدالة والمساءلة الدولية من خلال مئات الإيميلات عن أسلوب عمل ما يسمى بـ “مجموعة العمل حول سوريا” وما روّجته من بروباغندا وأخبار مزيفة حول سوريا, بالإضافة إلى محاولتها إشغال منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بعدة قضايا هامشية تهدف إلى تشتيت انتباهها واستنزاف وقتها ومواردها المالية، بالإضافة إلى إثارة الشكوك حول تقاريرها, كحادثة الكشف عن معرفة المجموعة بالمكان السري الذي تحتفظ فيه منظمة “لجنة العدالة والمساءلة” بأكثر من 1.3 مليون وثيقة تتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبها نظام بشار الأسد وحلفائه في سوريا.
يضاف إلى ذلك كشف البروفيسور “بول ماك كيج” علاقة المجموعة بالسلطات الروسية وعلاقة الموظف السابق في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية “بريندان ويلان” بالمسؤولين الروس وبمنظمة ويكيليكس، والتنسيق معهم لإثارة الضجة لضرب مصداقية منظمة حظر الأسلحة، التي تستغلها روسيا حتى الآن في كل نقاش بمجلس الأمن حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية.
وكان قد نشر موقع ويكيليكس وثائق مسربة من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، قال إنها تبرهن على عدم مصداقية تحقيقات المنظمة استناداً إلى وثائق حصل عليها من “ويلان”, إلاّ أنّ المنظمة بيّنت أن ويلان لم يذهب أساساً إلى موقع الهجوم في دوما مع فريق المنظمة، مشيرة إلى أنّ افتراءاته تلك نتجت عن استيائه لأن المنظمة لم تقبل بدعاواه التي لا تستند إلى الأدلة في تبرئة نظام الأسد من الهجوم.
الجدير ذكره أنّ نظام الأسد وحليفته روسيا لا يزالان ينكران الهجوم الكيميائي الذي نفذته قوّات النظام في أكثر من مكان في سوريا كـ “دوما وخان شيخون” واعتبار المقاطع المصوّرة عن الهجوم فبركة نفّذتها المعارضة للإطاحة بنظام الأسد الذي ينكر الحقيقة في ظلّ صمت المجتمع الدولي بالرغم من وجود عشرات القرائن التي تدين الأسد وتثبت تورطه.
رابط التقرير
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع