أعلنت إدارة مستشفى أطمة الخيري اليوم الأحد 11 تموز/يوليو, عن إيقاف عملها حتى إشعار آخر، ريثما يتمّ إيجاد ضمانات حقيقية لأمن وسلامة العاملين في المجال الإنساني.
نشرت منظمة “يداً بيد” على موقعها الرسمي بياناً حول الهجوم الذي تعرض له مستشفى أطمة الخيري، من قبل مجموعة من الأشخاص الذين اعتدوا بالضرب على كادر المستشفى من أطباء وممرضين وإداريين، وأطلقوا بحقهم الشتائم, بالإضافة إلى تخريب ممتلكات المستشفى وإلحاق الضرر بها، على خلفية حادثة وفاة مريض أجرى عملية “زائدة” في المستشفى.
أدانت المنظمة ذلك الفعل “اللامسؤول” حسب وصفها، والذي تسبب بأذية الكوادر الطبية وكافة المستفيدين ضمن حرم المستشفى, مؤكدة أنّ القانون الدولي الإنساني كفل حماية العاملين في المجال الإنساني وحض على سلامتهم.
يذكر أنّ مستشفى أطمة الخيري يعتبر واحداً من أكثر المستشفيات أهمية في الشمال السوري لما يقدّمه من خدمات مجانية بشكل كامل من خلال 12 عيادة في المستشفى لمئات الآلاف من السوريين في الشمال السوري المحرر بالرغم من الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة.
وفي تصريح خاص للمركز الصحفي السوري، أكد المدير الإداري بمستشفى أطمة الخيري “محمود عبد الوهاب” أنّ سمعة المستشفى والكادر الطبي فيها جيدة جداً, وهذا ما يجعل الجميع يقصدونها من مختلف مناطق الشمال السوري، حتى من عفرين وجبل الأكراد.
بلغ عدد العمليات الكبرى في المستشفى بحسب تصريحات عبد الوهاب، قرابة 450 – 500 عملية خلال الشهر الجاري،, وبلغ عدد المراجعات الشهرية للمستشفى ما بين 21 و 25 ألفاً، بالرغم من أنّ الطاقة الاستيعابية للمستشفى تتراوح بين 8 إلى 10 آلاف فقط.
أضاف عبد الوهاب أنّه بوجد مثل هذه الأعداد الكبيرة من المراجعات والعمليات اليومية، التي قد تصل في بعض الأيام إلى أكثر من 30 عملية جراحية قد تحدث بعض الأخطاء, ولكن لابدّ من وجود آلية خاصّة لحلّ مثل هذه المشكلات عن طريق المنظمة أو إدارة المستشفى أو المؤسسات القضائية في المنطقة، وليس عن طريق التنمر والتهجم على الكادر الطبي والتشهير بحقهم.
لم يقف التنمر على الكوادر الطبية عند مستشفى أطمة الخيري فقط, فقد تعرضت الكوادر الطبية لحوادث مشابهة, فيقول أحد ممرضي مستشفى المحافظة في مدينة إدلب “أبو محمد”: “لقد أصبح التنمر على الكوادر الطبية أمراً مألوفاً في المنطقة حتى في أبسط الأمور” وأضاف قائلاً: “لقد تعرضنا أكثر من مرة للتنمر وفي إحدى المرات تهجّم علينا أشخاص قريبهم أصيب بحادث دراجة نارية منذ قرابة الشهرين”.
ومن جهته قال أحد الأطباء العاملين في مستشفيات الشمال السوري: “نشعر بالخوف الشديد أحياناً عندما تأتينا إحدى الحالات الطارئة، ويجتمع أقرباؤها عند مدخل المستشفى، حتى أنّ بعضهم يدخل إلى غرفة العمليات أحياناً, ونضطر للعمل تحت وابل من الصراخ والشتائم”
وأضاف قائلاً: “لابدّ من احترام حرم المستشفى والعاملين فيها، فنحن لا نحتاج إلى مرشد لكي نبذل كلّ ما نستطيع في سبيل إنقاذ أرواح الناس, لابدّ من إيجاد حلول لقضية التنمر ضدّ الكوادر الطبية”.
فلا خلاص من الانفلات الأمني في المنشآت الطبية إلا إيجاد آلية تضمن حقوق الجميع من كوادر طبية أو أهالي المرضى، الذين قد يتعرّض مرضاهم لأخطاء قد تحدث في أي مستشفى في العالم, والعمل على تفعيل العمل المؤسساتي في حلّ القضايا التي تطرأ في المستشفيات عن طريق السبل القانونية التي تضمن وصول الجميع إلى حقوقهم بالشكل المشروع.
محمد الإدلبي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع