في محاولة جديدة من نظام الأسد لإظهار نفسه كحامي للأقليات، ومحارب للتطرف، وداعي للتعايش السلمي دشنت محافظة طرطوس في غرب سورية، وهي من أهم معاقل النظام، أمس السبت، مسجداً يحمل اسم العذراء مريم، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء النظام الرسمية “سانا”.
وأوردت الوكالة خبراً جاء فيه “افتتح وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في طرطوس أول مسجد يحمل اسم السيدة مريم العذراء في الوطن العربي والعالم الإسلامي”.
ونشرت الوكالة صوراً عن المكان، أظهرت إحداها لوحة تذكارية كتب عليها “في عهد السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية، قام وزير الاوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد بافتتاح جامع السيدة مريم”.
وتشير اللوحة إلى أن تمويل المسجد جاء من “القبطان مصطفى عبد الرزاق يمق وعائلته”.
وحتى تكتمل الصورة التي يريد النظام بثها فقد شارك في الافتتاح رجال دين، بينهم مسيحيون.
وقد تجاهل وزير الأوقاف في حكومة النظام والحاضرون آلاف المساجد ودور العبادة التي دمرها النظام في عموم الأراضي السورية، واستهدافه للمصلين الخارجين من صلاة الجمع، وقد بيّنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صدر لها في مارس/آذار الماضي أن “القصف المتواصل على المساجد أدى إلى تدمير حوالي 73 بالمئة من مساجد سورية”.
وأشارت إلى أن “الأسد يستهدف المساجد لتحقيق مجموعة من الأهداف، في مقدمتها منع قادة المعارضة، وخاصةً الناشطين في الفصائل المقاتلة، من الاجتماع، وإيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى، إضافةً إلى محاولة خلق فتنة داخلية بين السنة والعلويين والشيعة، وهو الوضع الذي يستفيد منه النظام لصرف الثوار عن مواجهته وإشغالهم بمعارك جانبية”.
وكشفت مصادر إعلامية وحقوقية أن نظام الأسد بات يستهدف المساجد، خاصةً في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة السورية، وفي أيام الجمعة، وذلك لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، وإرغام المدنيين على مغادرة تلك المناطق، كما ذكرت صحيفة “الوطن” السعودية.
المصدر:
وكالات ـ السورية نت