صبحت صورة مقاتل الدولة الإسلامية الممتطي صهوة جواد يقف على قائمتيه الخلفيتين وفي يده راية سوداء ويتدلى على جانبه سيف من العلامات التي بدأت تختفي على سيطرة الجهاديين على هذه المدينة الحدودية بعد أسبوع من اجتياح قوات المعارضة المدعومة من تركيا لها.
وشيئا فشيئا بدأت تختفي تحت طلاء حديث أزرق الرسوم التي نقشها على الجدران المتشددون الإسلاميون الذين أداروا جرابلس على مدار ثلاثة أعوام. وعاد الأطفال للعب في الطرقات الترابية وقد اختلط العرق بالتراب في شعرهم بينما نشرت النسوة غسيلهن خارج مبان تهدم نصف بعضها على أطراف المدينة.
وقال أحد سكان المدينة ويدعى حسين كامكاز (46 عاما) كان يعمل سائقا قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة الواقعة وسط بساتين اللوز والزيتون على الحدود مع تركيا “شيء يطرب.”
وأضاف متحدثا بالتركية وهو يصف الحياة في ظل حكم التنظيم “الحياة ما كانت حياة. كانت الممنوعات كثيرة جدا. ممنوع التدخين ولم يكن بإمكان النساء إظهار وجوههن.”
واقتحمت قوات من المعارضة السورية تتألف في أغلبها من العرب والتركمان مدينة جرابلس يوم الأربعاء الأسبوع الماضي في عملية دعمتها قوات خاصة ودبابات وطائرات من تركيا بهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة وما حولها ومنع مقاتلي ميليشيات كردية من السيطرة عليها بعد خروج الإسلاميين.
وبعد مرور أسبوع لا توجد علامات تذكر على الوجود العسكري التركي. فمقاتلو المعارضة السورية – وبعضهم يرتدي ملابس القتال المموهة والنعال الخفيفة والبعض الآخر يرتدي ملابس مدنية – هم وحدهم الذين يسيطرون على الأمور في المدينة ويسيرون دوريات على دراجات نارية وشاحنات تويوتا مكشوفة.
وترددت أصداء إطلاق النار احتفالا بالتطورات إذ راح بعض الشباب من المعارضة يطلقون النار في الهواء ويرفعون أصابعهم بعلامة النصر ويبدون استعدادهم لوقوف أمام الكاميرات لالتقاط صورهم ويتباهون أمام مجموعة من الكاميرات التي كان أغلبها كاميرات تلفزيونية تركية خلال زيارة رتبتها الحكومة التركية.
وأعلنت المعارضة السورية والجانب التركي السيطرة على جرابلس بعد ساعات من بدء العملية الأسبوع الماضي. لكن المدينة تقع على حافة منطقة حرب نشطة للغاية.
رويترز