اعتقل إعلامي بسبب نشره منشوراً يوضح معاناة أهالي بلدة الباغوز إزاء الخسائر التي تكبدتها البلدة، خلال عمل عسكري شنته قوات سوريا الديمقراطية، بدعمٍ من التحالف الدولي قبل عامين لضرد تنظيم الدولة داعش.
تعرف… واحدة من ألاف القصص التي تشرح مأساة غالبية السوريين في الجزيرة بعد أن حرموا من أبسط حقوقهم.
أفادت شبكة فرات بوست أن الإعلامي عباس المرسومي اعتُقل صباح اليوم الخميس، بعد مداهمة منزله من قبل عناصر قوات سوريا الديمقراطية في بلدة الباغوز شرقي دير الزور.
أوضحت المصادر أن اعتقال المرسومي جاء عقب نشره منشورا على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك، أوضح فيه سوء أوضاع بلدة الباغوز، تزامناً مع الذكرى الثانية لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على البلدة ،بعد طرد تنظيم الدولة داعش منها.
وكان المرسومي قد نشر يوم أمس، منشوراً ذكر فيه أن بلدة الباغوز تكبدت خسائر بشريةً وماديةً واجتماعيةً فادحة إثر المعارك التي جرت قبل سنتين بين التحالف الدولي وتنظيم الدولة داعش في البلدة.
وأضاف المرسومي أن آثار تلك المعارك ما زالت ترهق سكان البلدة رغم مرور سنتين، وأن البلدة لم تؤهّل من قبل السلطات المسيطرة وهي قوات سوريا الديمقراطية، حتى الآن.
وقال المرسومي في منشوره الذي اطلع عليه المركز الصحفي السوري “ما ذنب الأهالي في هذا البلدة أن تعدم حياتهم الحرب..مرتين حرب القذائف الصاروخية وحرب الإهمال
أطفال تنام في الشوارع في طوابير الخبز، وأطفال يهيمون في الشوراع بسبب عدم وجود المدارس، وأيضاً انتشار الأمراض الجلدية وغيرها، بسبب الجثث تحت الأنقاض،
ثم اختتم كلامه بقوله “هل هذه الباغوز بعد التحرير !؟”.
الجدير بالذكر أنه بحسب إحصائيات لحجم الخسائر التي تكبدتها البلدة؟ خلال المعارك التي جرت قبل عامين، نشرتها صفحة الباغوز نيوز 24، فإن نحو 650 منزل جرى تدميره بالكامل، فيما تضرر ما يزيد عن 2000 منزل تضررا جزئياً.
وتعرضت 4 مدارس و 4 مساجد و مركز صحي للدمار الكامل ونحو 8 مدارس ومسجدين تضررت جزئياً.
فيما تدمرت 3 خزانات مياه تصفية بشكل كامل ومصفاة مياه مع شبكتها الرئيسية والفرعية پنسبة %70، ودمار كامل لأكبر مصنع لتصفية المياه في دير الزور، الأمر الذي يسبب أزمة مياه خانقة في البلدة.
وعن خسائر الزراعة والثررة الحيوانية فقد خسرت البلدة نحو مليوني شجرةٍ مثمرةٍ، و أكثر من 70 محرك زراعي، و150 ألف رأس من المواشي “أغنام وأبقار وماعز وابل”.
وتسببت المعارك بدمار نحو 100 محل تجاري، وخسارة أكثر من 150 سيارة من ممتلكات الأهالي، مع فقدان تام لأعمدة الكهرباء والعديد من المولدات الكهربائية.
وعن الخسائر البشرية فقد ارتقى نحو 100 شهيد مدني بقصف طيران التحالف الدولي، وارتقاء 15 مدني وإصابة 25 آخرين، إثر انفجار مخلفات الحرب ومايزال نحو 15 مدني قيد الاختفاء القسري، كما تسببت المعارك بتعرض نحو 500 طفل لأمراض نفسية.
من جهتها عملت الإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية على إصلاحات خجولة في البلدة، فأعادت بناء المجلس المحلي ومبنى البلدية وصالة الفرن، إضافةً إلى تفعيل المركز الصحي وتفعيل بعض المدارس.
تجدر الإشارة إلى أن إصلاحات قوات سوريا الديمقراطية متدنية وضعيفة نسبةً لحجم الدمار الناتج عن صراعها مع تنظيم الدولة داعش، ولم تكفِ إصلاحاتها بإعادة الحياة الطبيعية في البلدة، بحسب المصادر.
سدرة فردوس
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع