كشفت مجموعة وثائق مخابراتية عن متابعة نظام بشار الأسد الدقيقة لنشاط “طيران التحالف” في السماء السورية، خلال الحملة التي كان يشنها هذا الطيران ومازال ضد ما سماه “التنظيمات المتشددة” والتي لم تستهدف إطلاقا أي نقطة لقوات النظام أو مرتزقته.
الوثائق العائدة للشهرين العاشر والحادي عشر من 2014، والمرفوعة من الفرع 331 إلى رئيس الفرع 255، توضح في مقدمتها وجود كتاب رسمي يلزم الفروع الأمنية برفع تقارير يومية عن حركة طيران التحالف و”الأماكن التي تم استهدافها من قبل قوات التحالف، والنتائج التي يتم تحقيقها” عبر تلك الغارات.
ومن أصل 5 تقارير يومية حصلت عليها “زمان الوصل”، أظهر تقرير واحد أن طيران “التحالف” استهدف “مقرا لما يسمى جبهة النصرة” بتاريخ 31/11/2014، مشيرا إلى أن المقر الواقع في مدينة حارم بريف إدلب دُمر “بالكامل”.
أما بقية التقارير فأوضحت أن طيران “التحالف” لم ينفذ أي غارات على محافظة إدلب، في الأيام التي وثقتها التقارير، في حين أن طيران النظام الحربي والروحي -حسب تلك التقارير- لم يتوقف يوما عن قصف محافظة إدلب، تحت ستار استهداف “العصابات الإرهابية المسلحة”.
واللافت في البرقيات المخابراتية، إصرارها على تسمية “الثوار” باسم “العصابات الإرهابية المسلحة”، مقابل تسميتها الطيران الذي ينتهك سماء سوريا باسم “طيران التحالف”، دون اسخدام أي مفردة توصيفية إضافية، من قبيل “المعادي” مثلا.
وتثير مثل هذه التقارير بشكل أو بآخر، الشكوك حول وجود تنسيق ولو في حده الأدنى بين نظام بشار الأسد وبين الولايات المتحدة الأمريكية، بوصفها متزعمة “التحالف”، وهو تنسيق أثمر -وبصورة لافتة- عن عدم استهداف مقرات وقوات النظام ومليشياته، حتى بطريق الخطأ.
وفي 23 أيلول/سبتمبر 2014، أعلنت الولايات المتحدة عن إطلاق عملية جوية لاستهداف “التنظيمات المتشددة” في سوريا والعراق، وقد ضم “التحالف” عدة دول عربية.
وأوضحت إحصاءات صدرت قبل أيام عن “المرصد السوري”، أن طيران “التحالف” قتل حوالي ألفي عنصر من تنظيم “الدولة”، وقرابة 90 من “جبهة النصرة”، فضلا عن 66 مدنيا بينهم 10 أطفال، خلال استهدافه مواقع مختلفة من سوريا، كحصيلة لحملته التي بدأها منذ أيلول 2014، ومازال مستمرا فيها.
زمان الوصل