“بروكسل” العاصمة الأوربية التي وصفها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في وقت سابق بـ “جحر الفأر” شهدت تشديدات أمنية استثنائية كعادتها حينما يتعلق الأمر بزيارة رئيس أمريكي، دعا الرئيس الأمريكي فيها لاجتماع لأعضاء حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى العمل على مواجهة الأعمال الإرهابية” والتركيز على ملفات الهجرة وعلى التهديدات الروسية.
حيث قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ” ينس شتولتينبيرغ ” أن الحلف سينضم إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، دون أن يشارك في المعارك البرية” وتصدر موضوع قمة زعماء الحلف في بروكسل الرئيس الأمريكي لأول مرة بعد توليه منصبه الجديد، ليبحث الجميع مستقبل عمليات الحلف وتمويله ومستقبل العلاقات مع روسيا.
وبمنتهى الصراحة صرح “ترامب” قائلاً “بأن على دول الحلف الوفاء بالتزاماتها المالية، إن 23 من أعضاء الحلف الثمانية والعشرين لا يدفعون ما يتوجب عليهم وليس هذا بالقسمة العادلة لدافق الضرائب الأمريكية”
مضيفاً “أن في السنوات العشر الماضية أنفقت الولايات المتحدة على الدفاع ما أنفقته دول الحلف الأخرى مجتمعةً”.
أن ينضم حلف شمال الأطلسي للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، ودون مشاركة ميدانية، من شأنه أن يطرح سؤالاً بإلحاح هل بات من الآن فصاعداً يتوجب على دول”الناتو” التحالف ضد تنظيم الدولة الذي أسسه الرئيس “أوباما” من نحو عامين وهم بشكل أم بآخر فاعلون على الأرض؟
ربما ذاك ما يوضح إعلان سياسي وراء الرئيس الأمريكي الجديد ليظهر نشاطاً أكبر، ليعود إلى واشنطن وكأنه حقق نصراً ما
فمع لغة خطاب لا تبدو مقبولة وفيها يظهر نوع من الاستعلائية، غير “ترامب” كثيراً مما كان عليه أيام الحملة الانتخابية، ناهيك عن أن الأمر ربما مردّه إلى أن يجعل أعضاء حلف الناتو يزيدون من مساهماتهم في الموازنة الدفاعية في خاتمة المطاف مع علم الأعضاء بتمسك الولايات المتحدة بهم.
علاقات روسيا وحلف شمال الأطلسي شهدت موجة إيجابية بعد قدوم الرئيس “باراك أوباما” إلى الحكم لكنها سرعان ما عادت لتتوتر على خلفية الأزمة الأوكرانية وضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وبتخطيط واشنطن بنشر منظومة صواريخ دفاعية في بولندا وتشيك، أثارت بدورها غضب واستياء روسيا معتبرةً ذلك تهديداً مباشراً لأمنها ودفاعها، ورغم توتر العلاقة بين “ترامب” والنيتو إلى أن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع موسكو لتخليص أسلحتها النووية مقابل رفع العقوبات عنها.
الولايات المتحدة تساهم ب 72% من ميزانية الحلف ومع مطالبة “ترامب” الأعضاء بزيادة مساهماتهم المالية، تظهر مفاهمات ووظائف جديدة تلح لإعادة قراءة مرحلة مستقبلية جديدة للحلف.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد