يبدو أن العد التنازلي لمعركة تحرير جرابلس، المتاخمة لحدود تركيا في ريف حلب الشمالي، قد بدأ بالفعل، إذ أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الاثنين، “وجوب تطهير الحدود التركية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”، وسط تقارير تؤكد توافد حشود للمعارضة على الجانب الآخر من الحدود، بينما علمت “العربي الجديد” أن عملية تحرير جرابلس ستحظى بمساندة مباشرة من القوات الخاصة التركية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن قيادي في الجيش السوري الحر قوله، إنّ “مقاتلي الثوار، وفصائل الجيش الحر، يستعدون لشن هجوم شامل لاستعادة بلدة جرابلس على الحدود مع تركيا من قبضة تنظيم داعش الإرهابي”.
”
علمت “العربي الجديد” أن عملية تحرير جرابلس ستحظى بمساندة مباشرة من القوات الخاصة التركية
” وأكد القيادي ذاته أنّ “الفصائل تجتمع حالياً في معسكر قرب بلدة قرقميش القريبة من الحدود السورية داخل تركيا، وتستعد للدخول إلى جرابلس تحت لواء الجيش السوري الحر، وأن هناك مجموعات من المقاتلين تدخل من سورية، عبر معبر سرّي، إلى قاعدة تركية، حيث يتجمعون استعدادًا للهجوم على مواقع داعش في جرابلس”.
وأشار إلى أن المقاتلين “يتوافدون من جماعات فيلق الشام، والسلطان مراد، وأحرار الشام، والجبهة الشامية، والزنكي، والفرقة 13، وتجمع فاستقم”، وأنّه من المتوقع أن يبدأ الهجوم على جرابلس في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وعلمت “العربي الجديد” أنه، منذ صباح اليوم، جرت تحرّكات للجيش التركي على المنطقة الحدودية المواجهة لمدينة جرابلس، حيث تم إرسال أعداد من القوات الخاصة التركية إلى هناك لمساندة قوات المعارضة السورية في العمليات داخل المدينة، كما تم تجميع عدد من الآليات المدرعة التابعة للجيش التركي لتنظيف المنطقة الحدودية من الألغام التي زرعها التنظيم.
تأتي هذه الأنباء في وقت أكّد فيه جاووش أوغلو، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره اللاتفي، ليناس لينكيفيجيس، أنّ من “حقّ تركيا الطبيعي محاربة داعش داخل وخارج أراضيها”، مشيراً إلى الهجوم الانتحاري الذي شنّه التنظيم في مدينة غازي عنتاب، ليل السبت، والذي أدى إلى مقتل 54 مواطناً تركياً، بينهم 29 طفلا.
في غضون ذلك، تواردت أنباء حول اجتماع غير اعتيادي يعقده مجلس الشورى العسكري التركي، يوم غد الثلاثاء، في مقر قيادة رئاسة الوزراء التركية، في العاصمة التركية أنقرة، برئاسة رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، وسط تحضيرات لمعركة تحرير مدينة جرابلس من سيطرة “داعش”.
وكان يلدرم قد عقد، اليوم، اجتماعاً مطوّلاً مع قيادات المعارضة التركية، استمرّ لمدة ثلاث ساعات في مقر رئاسة الوزراء، حيث حضر كل من زعيم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة)، كمال كلجدار أوغلو، وزعيم حزب الحركة القومية (يميني قومي)، دولت بهجلي.
وبحسب مصادر من رئاسة الوزراء، فقد تناول الاجتماع، بشكل رئيسي، الحربَ على الإرهاب، والتطورات على الحدود التركية والسورية، وكذلك الاجتماعات التي يجريها ممثلون عن الأطراف الثلاثة، لتمرير تعديلات دستورية صغيرة بهدف إعادة تنظيم عمل الهيئات القضائية وجهاز المخابرات.
”
اجتماع غير اعتيادي سيعقده مجلس الشورى العسكري التركي، يوم غد الثلاثاء، في مقر قيادة رئاسة الوزراء التركية
” في الأثناء، وصل قائد القيادة الأميركية في القارة الأوروبية، الجنرال كورتيس سكابروتتي، اليوم، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة قصيرة.
ومن المنتظر أن يجري الجنرال الأميركي لقاء مع رئيس هيئة الأركان التركية، الجنرال خلوصي أكار، وذلك في الوقت الذي تستكمل فيه قوات المعارضة السورية تحضيراتها للتوجه نحو مدينة جرابلس.
وتأتي عملية تحرير مدينة جرابلس للحد من توسّع نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب لعمال الكردستاني، في المنطقة الحدودية مع تركيا، خاصة بعد سيطرة قوّاته، التي تصنّفها أنقرة ضمن المجموعات الإرهابية، على مساحات واسعة في شمالي سورية، إثر طرد تنظيم “داعش” منها، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الدولي.
العربي الجديد