يشكل انخراط حزب الله اللبناني في الصراعات الإقليمية وبخاصة في الجارة سوريا مبعث قلق للمجتمع الدولي، الذي يبدي حرصا كبيرا على الحفاظ على استقرار لبنان.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مؤخرا، حزب الله وجميع الأطراف اللبنانية بـ”إيقاف أي مشاركة لهم في النزاع السوري”.
وأدان الأمين العام للمنظمة الدولية، عبر تقرير ناقشه، أعضاء مجلس الأمن الدولي مشاركة مواطنين لبنانيين في النزاع السوري “فيما يشكل خرقا لسياسة النأي بالنفس التي اتفقت عليها جميع الأحزاب السياسية اللبنانية”.
وكانت الأقطاب السياسة في لبنان، قد توصلت إلى اتفاق في يونيو 2012 حمل اسم “إعلان بعبدا”، وتضمن عدة بنود من أهمها تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية من أجل تجنيبه جل الانعكاسات السلبية.
وحزب الله من بين القوى التي وقعت على الاتفاق، إلا أنه لم يلتزم به، لا بل بالعكس فقد عزز حضور عناصره في جبهات القتال بسوريا، والتي كلفته ما لا يقل عن 1600 قتيل.
وحذر بان كي مون من أن “التدخل العسكري لحزب الله وغيره من العناصر اللبنانية يُعرض لبنان لخطر جسيم في وقت ينبغي فيه أن تتضافر جميع الجهود من أجل حماية البلد من عواقب الأزمات الإقليمية”.
ورغم أن لبنان نجح في تخطي عتبة الفراغ الرئاسي الذي كاد أن تنتقل عدواه إلى باقي مؤسسات الدولة، إلا أن الوضع العام يبقى رخوا بسبب تدخلات حزب الله في المنطقة.
وأعرب الأمين العام، عبر تقريره، أيضا، عن قلقه إزاء تردي الحالة في سوريا وتداعياتها الخطيرة على مستقبل الاستقرار في لبنان.
واعتبر أن انتفاء القدرة على تبيّن ما سيؤول إليه النزاع السوري على وجه اليقين “يعرض لبنان لخطر السقوط ضحية لهذه الأزمة الإقليمية بالتبعية، ويزيد من إلحاح الحاجة إلى حمايته من عواقبها”.
كما حذر من مخاطر تفشي نزعة التطرف بين شرائح واسعة من المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين
ورحب بان كي مون، في تقريره، بانتخاب مجلس النواب اللبناني رئيسا للجمهورية، داعيا إلى ضرورة تشكيل “حكومة موحدة وقادرة على أداء عملها”.
العرب