ذكر أستاذ التاريخ السياسي والعلاقات الدولية في جامعة مرمرة “جنكيز تومار” أن الهدف الأساسي لعملية “درع الفرات” في الوقت الحالي، هو إتمام السيطرة على مدينة الباب، مشيرًا إلى أن سيطرة الجيش التركي على الباب تعني بداية النهاية لمسلسل داعش الإجرامي.
وكانت العملية قد انطلقت في الرابع والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، بدعم القوات المسلحة التركية للجيش السوري الحر، معلنًة أن هدفها الأساسي هو تطهير المناطق الحدودية المحاذية للأراضي التركية من الخطر الإرهابي الممثل بداعش وحزب الاتحاد الديمقراطي “بي يي دي”.
وتمكن الجيش التركي من فرض سيطرته على جرابلس ذات الموقع الاستراتيجي على الحدود السورية التركية، وكانت المرحلة الثانية للعملية هي الاتجاه صوب غرب جرابلس لطرد داعش من إعزاز والمعرة، وكان الهدف الأخير للعملية حسبما أعلنت القوات التركية هو تحرير الباب.
وفي هذا السياق، أوضح تومار أن استرجاع الجيش الحر بمساعدة الجيش التركي سيطرته على الباب سيساهم في تخفيف الحصار عن حلب التي تبعد عنها مسافة 40 كم، وستبدد أسطورة حرب القيامة “الخرافية” التي تتحدث عنها أساطير داعش وتروي أنها ستحدُث في منطقة دابق التي تبعد أيضًا 40 كم عن مدينة الباب.
وألمح تومار إلى أن داعش تستثير همم عناصرها على الجهاد والقتال من خلال الترويج لهذه الأسطورة على صحيفتها الإنجليزية “دابق”، أما صحيفتها العربية فتنشرها باسم “القسطنطينية” موحيةً بذلك أن هدفها القريب هو السيطرة على إسطنبول، أما هدفها البعيد فهو السيطرة على الفاتيكان.
إلى جانب ذلك، أشار تومار إلى أن ذكرى معركة مرج دابق تمثل نقطة بداية الحكم العثماني التاريخي للوطن العربي، وقد بدأ الجيش التركي عمليته بالتزامن مع هذه الذكرى، موضحًا أن سيطرة تركيا على الباب ومن ثم على دابق تحمل في طياتها الكثير من الأمور الرمزية، أهمها القضاء على رمزية أسطورة داعش وإنهاء حلمها في الانطلاق نحو السيطرة على إسطنبول وكذلك ستسطع رمزيته إذا ربط الجيش التركي نجاحه الحالي، بعد السيطرة عليها، بالنجاح التاريخي الذي حققه السلطان “سليم الأول” في معركة مرج دابق الواقعة عام 1516.
وبالحديث عن الأهمية الاستراتيجية لمدينة الباب، شدد تومار على أن ربط حلب بالراعي وجرابلس ومن ثم بإدلب سيكون له نتائج إيجابية جدًا على تحرك قوات المعارضة التي ترزح تحت حصار خانق منذ سيطرة داعش على هذه المناطق وانخراط الجيش الروسي في الحرب.
وأضاف أن اهتزاز كيان داعش جراء فقدانه لمنطقة دابق ربما يمهد الطريق لتركيا والولايات المتحدة التي عرضت على تركيا التعاون لتحرير الرقة بالإضافة إلى الموصل، حيث تبعد الرقة مسافة 100 كم عن الباب التي قد تكون نقطة انطلاق للقوات المشتركة.
وتابع قائلًا إن داعش ليس كيانًا قويًا كما تروج له وسائل الإعلام، بل هو أضعف كيان على الساحة السورية ويمكن القضاء عليه بريًا بكل سهولة وقد أثبتت تركيا ذلك، ولكن عدم توفر الإرادة الدولية حال دون انتهائه، لا سيما بعد ملاحظة بعض الدول أنه مفيد لها في محاربة قوات المعارضة السورية المعتدلة.
يذكر أن داعش ظهر إلى السطح في يونيو 2014 بالموصل، وتمددت حتى سيطرت على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وبالرغم من قلة عدد عناصرها وعداتها إلى جانب محاربة دول عديدة له إلا أنه ما زال مسيطرا ً على مساحات جغرافية واسعة حتى الآن.
ترك برس