هدنة الفوعة وكفريا- الزبداني، كانت بإشراف دولي، أقرت وقف إطلاق النار في البلدات الثلاث لمدة ستة أشهر، نصت على وقف إطلاق النار في مناطق عدة في محافظة إدلب يشمل ذلك مدينة إدلب وبنش وتفتناز وطعوم ومعرة مصرين ورام حمدان وزردنا وشلخ، لم يلتزم النظام بها بشكل فعلي على مدى الأيام الماضية طوال الفترة المحددة، فقد حدثت خروقات متكررة حدثت في المناطق المذكورة سابقا.
ضغوطات سياسية وعسكرية وتصعيدات متكررة من جميع الجهات على المعارضة السورية سواء أكانت ضغوطات سياسية على المعارضة بجنيف، أم كانت خروقات متكررة للهدنة جعلت قوات الجيش الحر تعلن انهيار هذه الهدنة وبدء معركة “رد المظالم” في جميع الجبهات في سوريا وذلك بتصريحات عدة، التي تبدأ من ريف اللاذقية وتحديدا من جبل الأكراد.
في ظل الظروف الجارية، بدأ تخوفٌ كبير على وجوه الناس، وظهرت ردة فعل عكسية بعد حدوث حالة من الاستقرار النسبية التي عاشوها خلال الهدنة، والتي أعادت الحركة الى البلد في ظلها على الرغم من كل الخروقات، بيع وشراء وبضائع منتشرة هنا وهناك وحركة ازدحام واضحة في الشوارع والمحال التجارية، لكن لم يستمر ضجيج الحياة بعد الانهيار المرتقب للهدنة وفتح الجبهات.
مع دوي صوت صافرات الإنذار في مدينة إدلب، لوحظ وبشكل واضح انخفاض أعداد الناس في الشوارع، ومن ثم إغلاق بعض المحال التجارية في كثير من المناطق المزدحمة تخوفا من ضربة محتملة في المدينة بالتزامن مع تنفيذها لضربات عديدة في مناطق شملتها الهدنة كمدينة بنش وغيرها، زاد التخوف في نفوس الناس.
وفي استطلاع للرأي عن انهيار الهدنة، يخبرنا أبو محمد تاجر في سوق الخضار: “والله كنا عم نشتغل بأريحا بعد ضربات السوق جينا نشتغل هون بس الوضع مكركب بهاليومين”
وأردف آخر كان يشتري الخضار من بسطة أبو محمد: ” والله كان شي متوقع قال هدنة قال يعني مو معقول النظام يتركنا بلا ما يستفقدنا كل مرة بشي هدية .. ” ملمحا إلى البراميل والصواريخ الفراغية.
وفي استطلاع آخر حدثنا أبو محمود تاجر ألبسة بالية ” جبنا البضاعة ورتبناها بهالمحلات بعد الهدنة كنت حاططها بسرمدا متخوفين من الطيران.. وكأنو رح رجعها مرة تانية ماني مستعد لأخسر راس مالي بضربة طيارة”.
ولم تتوقف ردة الفعل العكسية الطبيعة عند الناس هكذا فتخبرنا أم عبدالله التي كانت تتسوق بعض الحاجيات “والله صرنا نخاف ننزل عالسوق لأنو أكتر منطقة مستهدفة وفيه ناس كتير وخصوصا بعد تصوير لطيارات الاستطلاع لمناطق المدينة كذا مرة”
الحرب في مدها وجزرها وهدوءها وعنفها، تشهد فيها تقلبات الناس حسب الأوضاع ومحاولتهم للتعايش معها في كافة الحالات، لا تخفي نفوسهم القلق الذي يساورهم عن مستقبل سوريا، بالأخص حسب التطورات الميدانية والعسكرية التي تلامس الحياة المعيشية لهم.
المركز الصحفي السوري- آية رضوان