أنهت مناورات “رعد الشمال” تمارينها، الخميس، بمشاركة قادة وزعماء الدول العشرين المشاركة في المناورات التي أجريت في منطقة حفر الباطن، شمال السعودية. وفيما قال قائد المناورات، إن التمرين حقق الأهداف التي خطط لها، فقد وصفها مسؤول سعودي آخر بأنها “حجارة من سجيل لكل من يعادينا”.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة، قائد مناورات “رعد الشمال” الفريق أول ركن، عبد الرحمن بن صالح البنيان، إن “المشاركين بذلوا الجهد المميز لتنفيذ المهام والواجبات المنوطة بهم”.
وأضاف البنيان في كلمة له نقلتها وسائل إعلام رسمية سعودية ضمن ختام فعاليات التمرين، أن “التمرين سبقه عقد مؤتمرات لتطوير المفهوم والتخطيط، واستغرق وصول القوات إلى منطقة الحشد ثلاثة أيام، وتم التدريب على المهمة خلال 15 يوما، والتمرين أحد أكبر التمارين العسكرية من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة العمليات العسكرية التي تغطي مسرح عمليات المنطقة الشمالية”.
وشارك في المناورات قوات برية وجوية وبحرية، فيما أكدت وسائل إعلام سعودية رسمية أنها تهدف إلى التدرب على مواجهة قوات غير نظامية وجماعات “إرهابية”.
وتابع الفريق أول ركن صالح البنيان: “يتزامن ذلك مع تنفيذ التمرين الميداني في قطاعات المسؤولية العملياتية للحدود الشمالية الذي سيتبعه يوم غد الجمعة عرض عسكري لجميع الدول المشاركة”.
وأردف: “تم خلال التمرين التدريب على التعايش ومحاكاة جميع الظروف المشابهة للحرب الفعلية، وتحقيق مبدأ القيادة والسيطرة، والعمل تحت قيادة موحدة مشتركة، وتم التخطيط لحشد القوات والانتشار والاستخدام والإسناد والإدامة وإعادة الانتشار للقوات المشاركة إلى دولها”.
رسائل “رعد الشمال”
من جهته، قال سفير السعودية في العراق ثامر السبهان في سلسلة تغريدات على حسابه في “تويتر”، إن “بروق الخير لاحت، والفخر لشعوبنا، وحجارة من سجيل لكل من يعادينا، نحن أهل الحزم والعزم، ونحن أهل الخير والكرم، وأقوياء بديننا وبأفعالنا”.
وأضاف السبهان: “في وطني الآن مناورات مشرفة وتحالف ضد البغاة في اليمن، مشاريع تنموية مستمرة، شعب يمارس حياته بشكل طبيعي وأمن مستتب، بمثل قيادتي أفتخر”.
بدوره، قرأ الخبير العسكري، اللواء المتقاعد فايز الدويري، في هذه المناورات توجيه رسائل عدة، أرادت المملكة من خلالها أن تعطي دلالات بأنها قادرة على جمع أصدقائها من الدول الحليفة لها التي أعلنت دعمها وتضامنها مع السعودية.
وقال الدويري في حديث سابق لـ”عربي21“، إن إعلان السعودية استعدادها للتدخل البري في سوريا جاء في ظل الإعداد للتمرين، إذ إن الإعداد له أخذ عدة أشهر، ما يفيد بأن السعودية اختارت توقيتا جيدا لإعلان استعدادها لدخول سوريا عسكريا، موجهة رسائل سياسية وعسكرية لأطراف ودول، بأنها قادرة على تنفيذ ما تتعهد به.
وأشار إلى أن التمرينات في البعد العسكري، تعدّ “أمرا طبيعيا”، فهي موجودة في الشرق الأوسط منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولكنه أشار إلى أن الأمر غير المألوف وغير العادي هو حجم القوات المشاركة، وأعداد الدول، إلى جانب وجود أسلحة حديثة.
وأكد أن هذا التمرين “جاء في ظروف صعبة، في ظل الحديث عن الاستعداد لدخول قوات برية إلى سوريا، إلى جانب أنه يأتي عقب تشكيل الحلف الإسلامي، والإعلان عن التعاون الاستراتيجي الأردني السعودي، وأخيرا تردي الأوضاع في سوريا، وشن روسيا حملتها العسكرية على هذا البلد”.
ويعتقد الدويري أن السعودية وجهت رسائل عسكرية أخرى تفيد بأنها “قادرة على جمع أصدقائها والدول المقربة منها، وأنها تستطيع أن تقود تحالفا، وبالتالي فإن سيناريو التمرين سيكون منسجما مع التحديات الحالية”، مؤكدة أن لها “دورا رياديا بارزا في المنطقة، ودورا عسكريا”، إلى جانب أنها ترى ضرورة “التنسيق العملياتي والميداني”.
من جانبه، قال المحلل السياسي والعسكري السعودي إبراهيم آل مرعي، إن “انسجام القوات المشاركة في رعد الشمال أثناء تنفيذ المناورات، ساعد على توحيد المفاهيم ضمن (عقيدة عسكرية مشتركة) تعد نواة للتحالف الإسلامي”.
وحضر المناورات الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ورئيس السنغال ماكي صال، ورئيس التشاد إدريس ديبي إنتو، ورئيس مورتانيا محمد ولد عبد العزيز، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، ورئيس جمهورية القمر المتحدة إكليل ظنين، ورئيس وزراء باكستان نواز شريف، ورئيس اليمن عبدربه منصور هادي، ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس حكومة المغرب عبدالإله بنكيران، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وأمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس مجلس وزراء جمهورية موريشيوس شوكت سودهن، ومساعد رئيس هيئة الأركان الأردني الأمير فيصل بن الحسين، ووزير شؤون الدفاع بسلطنة عمان ذو الكلفي محمد زين، ووزير الدفاع والأمن الوطني المالديفي آدم شريف.
يذكر أن مناورات “رعد الشمال” انطلقت في مدينة الملك خالد العسكرية، يوم 27 شباط/ فبراير، ووصفت وكالة الأنباء السعودية، في بيان سابق، تمرين “رعد الشمال” بأنه أحد أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة، واتساع منطقة المناورات.
واعتبرت السعودية، أن القوات المشاركة في مناورات “رعد الشمال” التي تستضيفها على أراضيها “نجحت في تنفيذ ثاني أكبر عملية حشد للقوات المختلطة في المنطقة منذ عاصفة الصحراء”، في إشارة إلى القوات المشاركة في عملية تحرير الكويت بعد غزو العراق لها عام 1991.
عربي 21