الأربعاء 29/4/2015
المركز الصحفي السوري – عاصم الإدلبي
يبدو أن الانتصارات الكبيرة التي حققتها كتائب الثوار في إدلب وجسر الشغور جعلت الكثير من المراقبين يتحدثون عن الوجهة التالية للثوار بعد إدلب، وتوقع بعضهم أن تكون جبهة الساحل هي التالية لأنها تشكل الخزان البشري للنظام من ميليشيات الشبيحة أو ما تسمى “الدفاع الوطني”.
تدرك الطائفة العلوية أكثر من أي وقت مضى أن شظايا الحرب المستعرة في الشمال لن تكون بمنأى عنها في قادم الأيام، خاصة وأن بوابة الشمال باتجاه الساحل “جسرالشغور” قد أصبحت بيد الثوار، كما أن توجيه ضربة قوية للنظام في الساحل سيكون له تداعيات كبيرة على صعيد زيادة الانشقاقات داخل الطائفة العلوية وربما داخل المؤسسة العسكرية الحاكمة للنظام، والتي لا تزال متماسكة بحكم الدعم غير المحدود المادي والبشري الذي تتلقاه من إيران والعراق وحزب الله اللبناني.
كما أن إيران لم تعد منشغلة فقط بالحرب السورية، فقد فتحت لها جبهات عدة في المنطقة لا سيما في اليمن والعراق ، وهي تحاول أن توقف المد السعودي الذي بدأ يتنامى خصوصاً بعد عاصفة الحزم التي قامت بها السعودية للقضاء على ميليشيات الحوثي في اليمن، والحاجة لوجود دائم ومستمر لإيران على الأرض اليمنية لإبقاء النفوذ الإيراني في المنطقة وجعل التهديد الإيراني قريباً دائماً من حدود السعودية.
تناقلت شبكات التواصل الإجتماعي على الفيسبوك والتويتر أخبار الاشتباكات التي شهدها حي الزهرة “العلوي” بحمص اليوم بين قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني (الشبيحة)، وسط تعتيم إعلامي من قبل نظام الأسد، وأفادت وكالة مسار برس أن قوات النظام اقتحمت حي الزاهرة بالسيارات المصفحة واشتبكت مع عناصر الشبيحة أسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين.
هذا وقد شهدت الأحياء الموالية للنظام في مدينة حمص استنفاراً أمنياً وانتشاراً مكثفاً لقواته، وذلك بعد وصول عشرات الجثث للشبيحة والنظام من أبناء أحياء الزاهرة والنزهة وعكرمة، قتلوا خلال المعارك الأخيرة في إدلب وجسر الشغور.
هذه التطورات التي حصلت اليوم في حمص وإمكانية إمتدادها وتوسعها لتشمل طرطوس واللاذقية ستشكل ضغطاً كبيراً على النظام الذي بدأ يتلقى ضربات قاسية في كل مناطق سوريا، وقتلاه أصبحوا بالمئات يومياً في ساحات المعارك في إدلب ودرعا وغيرها.
نقل ناشطون من داخل مدينة حلب أن هناك زيادة ملحوظة لحالات هروب مسؤولي النظام من مدينة حلب إلى خارجها عن طريق خناصر، حيث عمد بعض الضباط إلى بيع أثاث بيوتهم وخصوصاً في حي الحمدانية وقاموا بإرسال عوائلهم إلى خارج مدينة حلب خوفاً من اقتحام وشيك للمدينة من قبل كتائب الثوار خصوصاً بعد إعلان الثوار عن تشكيل “غرفة فتح حلب” على غرار “فتح إدلب”، كما أكدوا أن كل حاجز تابع للنظام يضع تسعيرة خاصة به ليسمح للأهالي بجمع ما يستطيعون جمعه من المال قبل هروبهم من حلب”، و يشير الناشطون إلى “كثرة حالات سرقة المنازل من قبل الشبيحة، الذين قاموا ببيع مسروقاتهم من أجل جمع الاموال بعدما قام النظام بتأخير دفع رواتبهم وذلك لتأمين عوائلهم خارج مدينة حلب.
وبالنظر إلى المعطيات السابقة يكون من الضروري في المرحلة القريبة توجيه ضربات موجعة للنظام في الساحل، والذي ربما سيشعل إنتفاضة داخل الطائفة تطيح به قريباً لكي يبقى لهذه الطائفة وجود في الخارطة السورية بعد رحيل النظام، وإن لم تتحرك سريعاً سوف تتعرض هذه الطائفة لضربات موجعة لا ترحم من قبل فصائل الثوار التي بدأت تصل شيئاً فشيئاً إلى مناطق العلويين في الساحل.
ما يتمناه الكثير من السوريين أن تصحو الطائفة العلوية وتنقلب ضد النظام قبل فوات الأوان حتى لا يصير مصيرها مرهوناً بأعمال انتقامية كردة فعل على كل المجازر التي ارتكبها النظام بحق الشعب السوري منذ بداية الأحداث في مارس/آذار عام 2011 ، وأن تتخذ موقفاً واحداً يكفر عنها الصمت الذي اتخذته منذ بداية الأحداث .