يعاني السوريون منذ بدء الحرب حالة صعبة من قلة الأعمال وصعوبة إيجاد ما يسدون به رمقهم وذلك بسبب هيمنة أصحاب النفوذ على المصالح والدوائر وتوظيف المقربين منهم متناسين الأناس الذين لا يجدون دخلاً يأكلون من ورائه.
فقد انتشرت في سورية ظاهرة الفقر وبشكل كبير على مدى الأعوام الأخيرة ومع ارتفاع نسبة البطالة كل عام على الرغم من حصول العديد من العاطلين عن العمل على الشهادات الجامعية أو الحرف لتبلغ نسبة البطالة في سوريا حتى نهاية عام 2015 حوالي 53% حسب احصائيات رسمية.
هاشم أحد شبان مدينة إدلب يقول: “أحمل شهادتين جامعيتين وعلى الرغم من هذا لم أحصل على أي وظيفة ضمن المؤسسات الحكومية أو حتى ضمن المؤسسات الخاصة لأعمل في مجال صيانة للدراجات النارية على الرغم من الوعود الكبيرة بالتوظيف التي لطالما انتظرتها”.
تسبب الفقر الكبير المتفشي بين أوساط السوريين لظهور مهن جديدة لم تكن معروفة سابقاً لدى السوريين كالبسطات التي تنتشر على جوانب الطرقات و الدكاكين التي تفتتح بدون أي رخص وعلى الرغم من هذا لم تكن هذه المهن كفيلة بإخراج المواطن من هذه الحالة المزرية.
أبو خالد مواطن من ريف حلب يقول: “اصبحت أعمل في بيع الوقود على جوانب الطرق لأنني لم أجد أي مهنة كفيلة بإطعام أبنائي بشكل جيد بعد أن قام النظام بطردي من العمل لأنني خرجت في المظاهرات منذ بدء الثورة”.
لم يشعر أي أحد في العالم بما يؤول إليه حال السوريون من شدة الفقر وحتى الدول العربية قد اقامت الحفلات برأس السنة والتي كلفت حكوماتها ملايين الدولارات مع عجزهم عن التخفيف من وطأة الجوع التي تعانيها الكثير من العائلات في المناطق التي تشهد مجاعة لا سيما في الريف الدمشقي.
رائد أحد شبان ريف دمشق يقول: “بلغ سعر شجرة الكريسماس التي نصبت في الإمارات 11 مليون دولار إلا أن المحاصرين في مدن ريف دمشق يأكلون أوراق الأشجار ولحوم القطط والجيف ليبقوا على قيد الحياة فأي عروبة أو اسلام ينتسبون له”.
لم تكن أحوال النازحين في دول الجوال أفضل من أحوال السوريين في الداخل حيث تقوم حكومات الدول المستضيفة بتضييق الخناق على النازحين ليغرق النازح في الدين ومرارة تحصيل لقمة العيش على الرغم من احتضان السوريين للآلاف من لاجئي الجوار أيام الحروب السابقة لا سيما في لبنان والعراق ليبقى الوضع السوري مفتوحاً على مزيد من التصعيد في ظل التجاذبات الكبيرة الحاصلة في المنطقة والعالم.
المركز الصحفي السوري ـ مصطفى العباس