بدأت القوات الأميركية بتوسيع قاعدتها العسكرية في بلدة الشدادي جنوب مدينة الحسكة لتصبح أكبر القواعد الأميركية في شمال شرقي سوريا.
وقال مصدر أمني من مدينة الشدادي لـ تلفزيون سوريا إن “القوات الأميركية توصلت إلى اتفاق مع الشيخ علي حماد الاسعد من عائلة الفاضل وأحد وجهاء عشيرة الجبور لشراء مساحة جديدة من أرضه الزراعية التي بنيت عليها القاعدة العسكرية الأميركية مقابل مبلغ مالي كبير”.
وأشار المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه إلى أن “الولايات المتحدة زادت عدد جنودها في القاعدة العسكرية بالشدادي لأكثر من الضعف مقارنة بالعام 2019”.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن عن انسحاب قوات بلاده من سوريا بعد أيام من بدء العملة العسكرية التركية (نبع السلام) في مناطق رأس العين وتل أبيض في تشرين الأول العام 2019، مشيرًا إلى إلحاقهم الهزيمة بتنظيم الدولة.
وعاد ترامب بعد أقل من شهر ليوافق على خطة لتوسيع صلاحيات القوة الأميركية الموجودة في سوريا لحماية حقول النفط في مساحة كبيرة تبلغ 145 كم2، من دير الزور إلى الحسكة شمال شرقي سوريا.
وقال أحد العاملين في القاعدة العسكرية الأميركية لتلفزيون سوريا إنه يتوقع “توسيع مساحة القاعدة لتشمل قرابة 25 دونما كمرحلة أولى لغاية الوصول لمساحة 50 دونما التي تم شراؤها مؤخراً”.
وأضاف الموظف الذي اشترط عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع حسب وصفه، أنه “قدمت خلال الشهر الماضي ورشة فنية خاصة من التحالف الدولي إلى القاعدة العسكرية وبدأت بعملية توسيع مدرج الطائرات الحربية بالإضافة إلى بناء سكن للجنود ومعسكرات تدريب ومخازن ضخمة للمواد اللوجستية وصالات ألعاب وترفيه ومسابح داخلية”.
وأشار المصدر إلى أنه “بعد الانتهاء من عملية التوسيع بشكل كامل سوف تصبح القاعدة العسكرية بالشدادي هي الأكبر للقوات الأميركية في سوريا وسوف تشرف على قيادة عمليات التحالف بمحافظتي الحسكة ودير الزور عموما ” بحسب ما أوضحت له مصادر مطلعة.
واستقدمت القوات الأميركية خلال الشهر الماضي مئات الشاحنات المحملة بالمواد اللوجستية من محروقات وسيارات دفع رباعية وشاحنات ورافعات ثقيلة وآليات حفر إلى قواعدها العسكرية في الحسكة ودير الزور وبشكل خاص قاعدة الشدادي.
رادع للتنظيم والنظام
وتعقيبا على الخبر قال سالم الجبوري، وهو مواطن من الشدادي، إن “وجود القاعدة العسكرية في الشدادي هو الرادع الأكبر لمنع عودة النظام وميليشياته للمنطقة وكذلك عامل استقرار وأمن بالنسبة لأهالي المنطقة في مواجهة خلايا تنظيم الدولة والتجاوزات من أي طرف كان”.
وأضاف، في حديثه لتلفزيون سوريا “لكن القوات الأميركية لا تزال تعتمد على الأكراد بشكل رئيسي في إدارة المنطقة وتهمش المكون العربي ووجهاء عشائر الشدادي الذين يطالبون بتحسين الوضع المعيشي للسكان وتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل لأهالي المنطقة”.
وتقع مدينة الشدادي على بعد 60 كم تقريبا إلى الجنوب من مدينة الحسكة على الطريق الواصل بين محافظة الحسكة ومحافظة دير الزور والذي يقسمها إلى قسمين شمالي وجنوبي.
وتتميز الشدادي بموقعها الاستراتيجي إلى جانب قربها من الحدود العراقية، كما تحتوي على ثروات متنوعة نفطية وزراعية ويبلغ عدد سكان الشدادي نحو 40 ألف نسمة معظمهم من عشيرة الجبور العربية.
وأشارت مصادر تلفزيون سوريا إلى بدء القوات الأميركية مؤخراً ببناء قاعدة عسكرية صغيرة في مطار زراعي صغير بعد ترميم مهبط الطائرات فيه بالقرب من صوامع حبوب “تل علو” بريف بلدة اليعربية أقصى شمال شرقي سوريا.
ويربط مراقبون توسيع القوات الأميركية لقواعدها العسكرية وزيادة عدد قواتها في الحسكة ودير الزور بتوقيع الاتفاق النفطي بين قسد وشركة أميركية لتطوير الحقول النفطية وبناء مصفاتين في مناطق سيطرة “قسد”.
وكشف موقع المونيتور الأميركي الخميس الماضي عن توقيع اتفاق بين شركة “دلتا كريسنت انرجي Delta Crescent Energy LLC” الأميركية للطاقة وقوات سوريا الديمقراطية، ونقل الموقع عن مصادر في الشركة أن “الاتفاق تم بعلم البيت الأبيض وبتشجيع منه”.
نقلا عن تلفزيون سوريا