في تعليقها على محاولات وقف نزيف الصراع فيسوريا، كتبت رولا خلف أنه ينبغي الفرح بوقف إطلاق النار، لكن ينبغي أيضا تذكر ما لا يمكن أن تحققه الهدنة.
وقالت الكاتبة في مقالها بصحيفة فايننشال تايمز إنالمعجزات لا تحدث في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا، لكنها أردفت أن مستوى العنف في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، قد انخفض بشكل كبير منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أسبوعين.
وأضافت أن هناك من المحللين من لا يعتبره وقف إطلاق نار بأية حال، وأنه مجرد “هدنة” أو “وقف للأعمال العدائية”، لأنه لا يزال هشا بحيث يمكن أن يتصدع في أي لحظة مما يؤدي إلى سفك الدماء على نطاق أوسع.
ومع ذلك اعتبرت الكاتبة أي “فترة راحة قصيرة” أفضل من لا شيء على الإطلاق، وأن هذا الأمر كان أشبه بمعجزة لكثير من السوريين، حيث إن البعض بالفعل عادوا خلال الأسبوع الماضي يتفحصون بيوتهم المهجورة واستمتع البعض الآخر بليلة نوم هادئة نادرة من دون دوي المدفعية أو هدير الطائرات الحربية، وآخرون خرجوا مرة أخرى محتجين في الشوارع تذكيرا بالحرب الأهلية التي بدأت عام 2011 كانتفاضة سلمية ضد الطغيان.
علامات استفهام بشأن صمود الهدنة في سوريا (الجزيرة) |
ورأت خلف أنه إذا استمر وقف إطلاق النار صامدا فقد تتجه سوريا إلى ما يطلق عليه “الصراع المجمد” على غرار شرق أوكرانيا، حيث إن روسيا هي صاحبة القرار هناك أيضا.
وأضافت أن هذا الأمر قد لا يكون هو الطريق إلى السلام بقدر ما هو تقسيم فعلي للبلد إلى ثلاثة كيانات: واحد تحت سيطرة النظام السوري، وآخر تحت سيطرة الثوار، وثالث تحت السيطرة الكردية.
وأوضحت الكاتبة أن القتال يمكن أن يكون مبررا بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، لأن إحدى جماعات الثوار -وهي جبهة النصرة- مصنفة منظمة إرهابية، ولا يزال من الممكن استهدافها (بالإضافة إلى تنظيم الدولة) من قبل قوات الأسد والقوات الروسية.
وأضافت أن وقف إطلاق النار يسمح لموسكو بمواصلة دعم سعي النظام السوري للسيطرة على كل المدن الكبرى، وإقامة ممر آمن من دمشق على طول الطريق إلى ساحل البحر المتوسط.