واصلت أسعار النفط العالمية أمس نزيفها متأثرة بالصدمة الكبرى التي شهدها الخام الأميركي أول من أمس عندما بلغت عقود شهر مايو (أيار) الآجلة مستوى تاريخياً عند 37 دولاراً للبرميل.
وبادرت الدول الكبرى لإعلان مواقفها لدعم الأسواق، إذ أكدت السعودية أمس أنها تراقب عن كثب أوضاع سوق النفط، مبدية استعدادها لاتخاذ أي إجراءات إضافية لتحقيق استقرار أسواق النفط. وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن مجلس الوزراء «أكد حرص المملكة على تحقيق الاستقرار للسوق البترولية، والتزامها مع روسيا تنفيذ التخفيضات المستهدفة للعامين المقبلين، واستمرارهما في مراقبة أوضاع السوق والاستعداد لاتخاذ أي إجراءات إضافية بالمشاركة مع أعضاء (أوبك بلس) والمنتجين الآخرين».
بدورها، لوّحت روسيا بإجراءات هي الأخرى، إذ قال الكرملين أمس إن من الممكن إجراء اتصالات بين كبار المنتجين في العالم لمناقشة اتفاق خفض الإنتاج إذا اقتضت الضرورة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر يومي عبر الهاتف مع الصحافيين: «جميع الآليات موجودة لمتابعة مواقفنا مع الشركاء في هذا الاتفاق (بين منتجي أوبك بلس)»، مضيفاً أنه يمكن تنظيم اتصالات إذا اقتضت الحاجة.
وربط المتحدث باسم الكرملين انهيار العقود الآجلة بتعاملات «للمضاربة»، مشيراً إلى أن الحكومة الروسية لديها كل الاحتياطيات التي تحتاجها لتعويض انخفاض أسعار النفط وهو السلعة الرئيسية التي تصدرها روسيا.
من جانبه، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، من إدارته إعداد خطة لمساعدة شركات النفط الأميركية التي تواجه تخمة هائلة في الإمدادات وانخفاضاً تاريخياً في أسعار الخام. وغرّد ترمب على «تويتر»: «لن نخذل قطاع النفط والغاز الأميركي العظيم (…) طلبت من وزير الطاقة ووزير الخزانة إعداد خطة تتيح الأموال لتأمين هذه الشركات والوظائف المهمة جداً لوقت طويل في المستقبل».
ولم يحدد ترمب حجم الأموال التي ستتم إتاحتها أو الشركات التي ستحصل على هذه الأموال، لكنه وصف الانهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط الاثنين بأنه قصير الأجل وناجم عن «ضغوط مالية».
وفي الأسواق، تذبذبت أسعار الخام الأميركي أمس غداة الصدمة الكبرى، وهوت عقود تسليم يونيو (حزيران) عند الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينتش، 52 في المائة إلى 9.74 دولار للبرميل. فيما تراجعت عقود «برنت» بأكثر من 30 في المائة إلى ما دون 20 دولاراً للبرميل (وصلت 17.51 دولار)، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001.
نقلا عن الشرق الاوسط