تسعون يوما مرت على هدنة المعضمية في ريف دمشق الغربي بين فصائل الجيش الســوري الحر وقوات جيش النظام الســوري، التي تتهم بأنها لم تلتزم حتى اليوم ببنود الهدنة واستمرار الخروقات بشكل يومي من قبل الفرقة الرابعة التي تتمركز في الجبال المطلة على المدينة وما يسمى اللجان الشعبية التي تنتشر على محيطها ضمن الأحياء الموالية لنظام الأسد.
وأكد أنس أبو مالك مدير المركز الإعلامي في المدينة لصحيفة “القدس العربي” عن ارتفاع كبير في الاعتقالات خلال الهدنة بنسبة فاقت أشهر الحصار بكثير، وتم توثيق ما يزيد عن سبعين معتقل بينهم عشرة سيدات خلال فترة المفاوضات المستمرة منذ ثلاثة أشهر بين اللجنة الداخلية المكلفة بالتفاوض من أبناء المدينة وغسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد وضابط أمن الفرقة الرابعة.
كما أشار مدير المركز في مجمل حديثه لصحيفة “القدس العربي” إلى مقتل عدة أشخاص وإصابة ما يزيد عن عشرين مدنياً جراء استهداف الأحياء السكنية في المدينة بقذائف المدفعية والهاون وعمليات القنص على أطرافها خلال هذه المدة وتسجيل أكثر من ثلاثين خرقاً من قبل قوات النظام للهدنة خلال فترة التهدئة.
الدكتور عمر حكيم من المشفى الميداني في المدينة تحدث لـ”القدس العربي” عن استمرار الحصار بشكل كبير على المشفى الوحيد في المدينة وأن قوات الأسد تمنع دخول المواد الطبية وتصادرها عند محاولة إدخالها إلى المدينة، وأن المشفى الميداني المجهز أصلاً بمعدات بسيطة يعاني من شح كبير في المواد الطبية ومستلزمات العلاج وأنه يتعرض لضغط كبير بسبب استقباله أكثر من خمسين حالة مرضية ومراجعات يومياً وخصوصا مع قدوم أكثر من 25,000 ألف نسمة على المدينة في ظل الهدنة.
وأكد الحكيم أن عدد الإصابات في المدينة تجاوزت 650 إصابة منهم أربعين إصابة بتر في الأطراف العلوية أو السفلية أو حالات شلل، وهناك خرق للهدنة مما ينتج عنه عدد من الإصابات يقوم الطاقم الطبي بتقديم كل ما أمكن لمساعدتهم.
فيما أشار كل من مدير المركز الإعلامي والدكتور عمر الحكيم عن انخفاض كبير في الدعم المادي والطبي وأن الداعمين أعادوا النظر في دعمهم للمدينة وخاصة الدعم الطبي للمشفى وذلك بسبب عقد المدينة لهدنة وهذا الأمر خطير جداً ويخلف وراءه الكثير من التداعيات على حياة وصحة المصابين والمرضى، مما وضع المشفى الميداني والكادر الطبي فيها أمام عبء كبير في مواجهة الحالات المرضية وخصوصا مع تخوف المصابين من الخروج خارج المدينة للعلاج بسبب تخوفهم من أن يطالهم الاعتقال أو التصفية من قبل قوات الأسد في المشافي الحكومية كما حدث في عدة حالات سابقة لمصابين تم تصفيتهم داخل المشافي الحكومية التي ما زالت تحت سيطرة قوات الأسد.