تحتل سوريا بطببعتها مركزا هاما في المجال السياحي منذ القدم، لكن مكانتها تراجعت على نحو كبير منذ اندلاع الثورة السورية في 15 من آذار عام 2011، بعدما أصبحت معظم المدن السورية ساحات للحرب والدمار وباتت شوارعها أشبه بشلالات الدماء التي سالت من عروق الشعب الثائر، لكن النظام السوري كان ولا يزال يحاول إقناع من تبقى له من الموالين والحلفاء، أن سوريا بخير وأن ما يجري اليوم مؤامرة كونية ضد بشار الأسد ونظامه.
ذكرت صحيفة البعث الموالية للنظام السوري أن أعمال إنجاز مشروع غرب منتجع الشاطئ الأزرق، بمدينة اللاذقية شارفت على الانتهاء وأنه سيكون بمثابة منشأة سياحية ومقصدا للسياح، وسيكون قيد العمل بداية الموسم القادم وأوضح رئيس دائرة الاستثمار السياحي في مجلس مدينة اللاذقية عدنان عيلو أن المشروع مصنف من مستوى أربع نجوم وبلفت نسبة تنفيذه 92%، ويتكون من كتلة فندقية وغرف مبيت ومشالح وأدواش وكبائن وكفتريات وهناك مساحة مخصصة للسباحة المجانية للعموم، وكأن الشعب الثائر الذي ذاق الويلات ليس وراءه أي هم أو مسؤولية مثل تأمين لقمة العيش، والهرب من بطش النظام ليتفرغ للذهاب والسباحة في مناطق النظام السياحية المجانية.
وبيّن عليو أنه من المتوقع أن تستكمل الأعمال المتبقية خلال الشهرين القادمين بما يسهم في وضع المشروع في الاستثمار السياحي وافتتاحه كلياً فور انتهاء الأعمال خلال الفترة المذكورة بالتزامن مع بدء الموسم السياحي، ويشكل رافداً مهماً للقطاع السياحي في ظل الظروف الراهنة.
أبو أحمد مواطن من مدينة اللاذقية يقول:” منذ بداية الثورة السورية أصبحت الحركة السياحية تنخفض تدريجيا في سوريا ولا سيما هنا في اللاذقية فبعد أن كانت تستقبل آلاف السياح العرب والأجانب أسبوعيا، أضحت السياحة فيها منعدمة تقريبا، بسبب الحرب التي تشهدها المنطقة وإغلاق معظم المعابر الحدودية.”
انعدمت السياحة في سوريا بشكل كامل تقريبا، فاقتصر التجوال في شوارع اللاذقية وارتياد منتجعاتها السياحية وشواطئها على موالي النظام، أبو فراس صاحب عدد من الشاليهات والشقق المطلة على البحر في اللاذقية يقول: “خلال الثلاث أعوام الأولى لقيام الثورة السورية تدنى مستوى السياحة وتأجير الشقق المطلة على الشاطئ بشكل كبير، إلى أن امتدت الحرب إلى مناطق حلب وريفها فتدفق عدد كبير من التجار والأناس الموالين للنظام من حلب إلى هذه الشقق كنازحين وليس كسياح، فكانوا بمثابة إنعاش بسيط للقطاع السياحي في اللاذقية”.
ولكن بينما يقوم النظام السوري باستحداث المنشآت والمناطق السياحية خاصة في الساحل السوري، في محاولة منه لإقناع من تبقى له من مواليين ومؤيدين وإقناع حلفائه كروسيا والصين وإيران أن ما يحدث في سوريا مؤامرة كونية، وأن الشعب السوري الثائر محض مجموعات إرهابية تحاول تخريب البلد ولن تنجح في ذلك، يجلس المئات من الشعب السوري الذين أنهكت قلوبهم وأجسادهم ويلات الحرب أمام المعابر التركية وعلى الحدود الأوربية بانتظار السماح لهم باللجوء،وقال حاكم بلدة كيليس التركية على الحدود مع سوريا أن عدد اللاجئين على الحدود التركية قد بلغ35 ألف لاجئ وصلوا إلى منطقة الحدود التركية.
نظام يحاول بشتى الوسائل إخفاء الحقائق وإيهام العالم أن سوريا لازالت بخير وأنه يساهم في التطوير والنهوض بالبلد لتعود كسابق عهدها، متناسيا الآلام التي يسببها يوميا عبرن استهدافه المدنيين بطائراته الحربية، فلمن هذه المنشآت تبنى؟ لترفيه جنوده وضباطه؟ أم لتكون قاعدة لاجتماعاته مع القادة الروس؟.
محمد المحمود
المركز الصحفي السوري