أفادت تقارير رسمية إيرانية، الاثنين، بأن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بحث في اتصال هاتفي مع المبعوث الأممي الخاص بسوريا الأخضر الإبراهيمي تطورات الأزمة السورية.
وأوضحت وكالة أنباء “إرنا” أن الجانبين أكدا “ضرورة اعتماد الحل السياسي بوصفه الخيار المناسب لحل الأزمة السورية”. وأضافت أن ظريف ثمن أثناء الاتصال جهود الإبراهيمي لتسوية الأزمة.
ويرى متابعون أن هناك اليوم توجها غربيا بتشريك إيران في إيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية، بعد أن تكشف بوضوح مدى سيطرة طهران على مفاصل قرار النظام السوري، الذي بات وفق هؤلاء مجرّد واجهة لصراع يديره النظام الإيراني.
ولعل ما يعزز ذلك هو ما يحصل اليوم في حمص والمفاوضات الجارية بين المعارضة المسلحة والنظام لخروج المقاتلين من المدينة بحضور ممثل عن إيران ومندوب أممي.
يذكر أن من بين نقاط الاتفاق مع مقاتلي المعارضة في حمص تسليم ضابط روسي وامرأة إيرانية و70 مقاتلا إيرانيا ولبنانيا آخرين أسرى لدى مقاتلي الجبهة الإسلامية المعارضة.
وكان المجتمع الدولي والمعارضة السورية قد رفضا مشاركة الجانب الإيراني في جولة مفاوضات جنيف2، الأمر الذي كان له وفق المراقبين تداعيات سلبية على إيجاد مخرج للأزمة السورية.
ولا يخفي الإيرانيون أهمية سوريا الإستراتيجية بالنسبة إليهم، ولعل التصريحات الأخيرة لمستشار المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الفريق يحيى رحيم صفوي خير شاهد على ذلك.
وكان صفوي قد وصف سوريا بـ“الجسر الرابط بين آسيا وأفريقيا”.
للإشارة فإنه ومنذ بداية الصراع المسلح في سوريا عملت إيران على الدفع بحزب الله اللبناني إلى المشاركة في القتال إلى جانب الأسد رغم الانعكاسات الخطيرة لذلك على لبنان، وعلى المنطقة ككل لما تثيره من نعرات طائفية. كما عمل النظام الإيراني على تدريب مئات المتطوعين على أراضيه من شيعة العراق ولبنان وإرسالهم إلى سوريا، حيث يتولى بنفسه دفع أجورهم.
واعترفت طهران بأن قوات القدس التابعة للحرس الثوري تنتشر بكثافة في سوريا لتقديم الدعم إلى نظام الأسد.
وأعرب مسؤولو النظام الإيراني في عديد المرّات عن قلقهم من سقوط نظام الرئيس السوري فيما لو لم تقدّم إيران الدعم له، معتبرين أنه لو حدث ذلك سيصل الدور إلى حزب الله اللبناني وحكومة نوري المالكي حليفة إيران ما يجعل وضع إيران صعبا في خيارات المواجهة.