زهيراحمد
عقدت اجتماعات وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي بناء على طلب السعودية يوم 21 كانون الثاني 2016 في جدة. إن عقد هذا المؤتمر في كلمة واحدة كان يمثل خطوة جديدة لجعل النظام الايراني في عزلة إقليمية أشد أي تضييق حلقة العزلة على رقبة النظام أكثر فأكثر.
لكن لإيضاح أكثر، اللازم أن نشير إلى أسبقية منظمة التعاون الإسلامي إشارة وجيزة حيث كان نظام الملالي جعل نفسه لعهود مديرا لهذا المؤتمر في محاولة منه لاستغلاله في إطار تنفيذ نواياه وللتستر على تدخلاته الإرهابية في المنطقة لكن الأمور وصلت إلى حد إقامة المؤتمر للإستنكار الشامل للنظام حيث أصدر مجلس وزارء الخارجية بيانا يندد بنظام الملالي بأشد العبارات وحتى يطالب الدول الأعضاء بإتخاذ إجراءات عملية محددة.
إن استعراض خاطف لبنود البيان الختامي يؤكد على الحقائق التالية:
خلال الفقرة الأولى فيما يشجب المجلس النظام الايراني بشدة لاعتدائه على السفارة السعودية يؤكد أن ”هذه الاعتداءات تتنافى مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة التي تدعو إلى …صون السلم والأمن والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول” وفي سائر الفقرات لهذا البيان تم الإدانة بشدة لـ ” التصريحات الإيرانية التحريضية” ضد السعودية ودول أخرى. هذا وتم الإستنكار بقوة لـ” تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة” و”استمرار دعمها للإرهاب”. وفي الفقرات التالية إذ أيد المجلس الإجراءات السعودية كافة وجميع بيانات إدانة النظام فطالب بإتخاذ خطوات فعالة للدول الأعضاء أمام النظام منها ” العمل على نبذ الأجندة الطائفية والمذهبية” للنظام ” لما لها من آثار مدمرة وتداعيات خطيرة على أمن واستقرار الدول الأعضاء وعلى السلم والأمن الدوليين”.
فهذه الملاحظات من بيان المجلس تظهر بجلاء أن عزلة الملالي إشتدت أكثر من ذي قبل وإن البيان يمثل صفعة قوية في وجه النظام. وإن ردّ النظام على المؤتمر وبيانه كان ضعيفا ومتخاذلا جدا. في السنوات المنصرمة إذا كانت دولة أو منظمة تحاول إتخاذ موقف ضد النظام فكان الملالي ورموز وصحف النظام يثيرون جعجعة دعائية فارغة ضد تلك الدولة أو المنظمة إلا أنه يجب حاليا البحث عن ردود النظام في الصحف ومن الواضح أن النظام يحاول أن يطأطأ رأسه حتى تعبر هذه الموجة غير أنه يعرف حق المعرفة أن هذه الموجة ليست لا تعبر بل لها ما بعدها من موجات.
إذن يجب القول بأن النظام هرب من الميدان من موقف الضعف والذل مكتفيا بالتأوه حيث توجعت خارجية النظام أنه لماذا غمضوا العيون على تعامل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع محتلي السفارة؟ أي نفس المسرحية المضحكة التي مازال لم يعلن عن نتائجها أو تذمرت أن البيان تناول موضوعات خارجه عن جدول أعمال المجلس ”خدمة لأغراض دولة خاصة”. وقوات الحرس هي الأخرى توجعت خلال خبر نشرته بطريقتها الخاصة والمضللة وإدعت أن عادل الجبير ذكر خلال هذه الجلسة أن ”السعودية طالبت ببناء علاقات أفضل مع إيران لكنها لم تتلق إلا تصريحات متناقضة”. كما وصفت وكالة مهر للأنباء الحكومية متوجعة البيان الصادر بـ ”بيان صوري” ومن الطريف أن ظريف وزير خارجية الملالي هو الآخر أظهر نفسه مدينا رغم هكذا ردود من قبل منظمة التعاون الإسلامي قائلا:” لا نرى أنفسنا في موقع العداوة والتخاصم مع السعودية ونرجو أن يرجعوا إلى صوابهم ونشاهد تعاملهم المنطقي”
إذن من الواضح أن النظام يصبح منعزلا ومحدودا في المنطقة والعالم خطوة فخطوة أكثر فأكثر.