بعد معارك ضارية شنتها قوات النِّظام مدعومة من القوات الروسية والميليشيات الحليفة معها منذ عدة أيام وتحقيق مكاسب على الأرض رافقه خسائر كبيرة في العتاد والأرواح لقواتهم،
تقوم روسيا اليوم بافتعال تهدئة على جبهتي ريف حماة وإدلب بعد أن حققت تقدم في عدة مواقع مهمة فيها،
في الوقت الذي تشن عملية عسكرية مستمرة على جبهة الكبينة في جبل الأكراد في محاولة للإنفراد بهذه الجبهة وتحقيق اختراق ما فيها.
يذكر ؛ أنَّ محاولات النظام بمساندة روسيا والميليشيات الشيعية لم تتوقف في المحاولة للتقدم والسيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية منذ دخول روسيا على خط المواجهة الفعلية واحتلال مناطق كبيرة في جبلي التركمان والأكراد، في نهاية تشرين أول 2015.
الجدير بالذكر؛ أنَّ قرية الكبينة الاستراتيجية كانت قبلة الثوار الأولى في جبل الأكراد لكافة الشباب المطلوبين للنظام آنذاك حيث اتخذوا منها قاعدة لتحرير كامل المنطقة وبأسلحة قليلة وبدائية كان معظمها بواريد صيد وعدة بواريد كلاشنكوف لايتعدى عددها أصابع اليد الواحدة.
وتكمن أهمية هذه القرية من النَّاحية الاستراتيجية لارتفاعها وتضاريسها الجبلية المغطاة بالأشجار البرية وطبيعتها الصخرية وإشرافها على أهم المناطق في جبل الأكراد كبلدات كنسبا ودويركة وسلمى ودورين، والتي تعد أهم البلدات الاستراتيجية في جبل الأكراد والسيطرة عليها تعني تهديد مناطق النظام والحاضنة الشعبية في مدينة اللاذقية.
بالإضافة؛ إلى وقوع قاعدة حميميم العسكرية تحت ضربات الثوار مباشرة، وتعتبر البوابة لسهل الغاب وجسر الشغور من ناحية الغرب، وسقوط هذه القرية بيد قوات النظام ستعني من الناحية العسكرية تهديد مباشر لمدينة جسر الشغور وبالتالي الاقتراب من فتح طريق حلب اللاذقية والذي يسعى النظام وروسيا لتحقيقه بكل قوة.
وأنَّ جميع النقاط العسكرية أمام قوات النظام للوصول إلى جسر الشغور سيكون من السهل احتلالها قياساً مع هذه المنطقة المهمة
ويرجع الصمود الأسطوري لهذه القرية لوجود خيرة الشباب المقاتلين فيها، تحت إشراف قوات الحزب الاسلامي التركستاني والذي يتمتع بخبرات عسكرية كبيرة، وعقيدة قتالية باهرة، أضف إلى ذلك الانضباط والسرية العالية في جميع نشاطاته وعملياته وتحركاته.
ويتكبد النظام خسائر فادحة في العتاد والأرواح في كل محاولة للتقدم وخسارة خيرة جنوده وضباطه بشكل مستمر في محاولة مستميتة منه للسيطرة على هذه المنطقة والتي يدرك الطرفان أنَّ السيطرة عليها تعني الكثير من النَّاحية العسكرية والمعنوية والسياسية.
بقلم : وضَّاح حاج يوسف
المركز الصحفي السوري