أعلن وفد المعارضة السورية أنه سيتوجه السبت إلى جنيف بعد تلقيه “ضمانات” أميركية تتعلق بالمطالب الإنسانية وهيئة الحكم الانتقالي, لكنه أكد أنه لن ينضم إلى المفاوضات التي بدأت الجمعة برعاية أممية قبل تنفيذ تلك المطالب.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماعات المعارضة بالرياض في بيان، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى اتصالا مع منسقها العام رياض حجاب وتعهد بتنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن الأخير 2254، خاصة الفقرتين المتعلقتين بوقف القصف وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وأضاف البيان أن كيري أكد التزام بلاده بدعم تشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي نص عليها بيان جنيف1، واستعداده للقدوم إلى جنيف لدعم وفد المعارضة.
وجاء فيه أيضا أن نائب الأمين العام للأمم المتحدة بعث برسالة أكد فيها أن المسائل الإنسانية فوق التفاوض وسيتم تطبيقها على الفور. كما تلقت الهيئة اتصالات من دول أوروبية -بينها بريطانيا- تدعم هذا الموقف.
وأشار البيان إلى أن الوفد سيكون برئاسة رياض حجاب، وأن ذهابه إلى جنيف بادرة حسن نية في انتظار تطبيق الالتزامات الإنسانية. وأكد أنه لن يكون هناك دخول في أي مفاوضات قبل إنجاز الالتزامات الإنسانية. وصدر البيان بعيد بدء المفاوضات التي قال مراسل الجزيرة إنها ستكون غير مباشرة ومغلقة.
طبيعة الضمانات
من جهته قال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات أحمد الزعبي للجزيرة إن الضمانات التي تلقتها الهيئة تقضي بالاستجابة للمطالب الإنسانية خلال 48 ساعة.
وبينما قال الزعبي إن تلك الضمانات كافية للدخول في المفاوضات, أوضح المتحدث باسم وفد المعارضة رياض نعسان آغا في حديث للجزيرة أنه يمكن الحديث عن تعهدات لا عن ضمانات, وقال إن كيري قدم للهيئة دعما سياسيا كبيرا. وأضاف أن مشاركة وفد المعارضة مرتبطة بوضع القرار 2254 موضع التنفيذ.
وفي السياق نفسه قال عضو وفد الهيئة منذر ماخوس إن وجود الوفد في جنيف لا يعني أنه سيفاوض حتى تحقيق تقدم في ما يتعلق بتنفيذ المطالب الإنسانية. وقد أعلنت السعودية مساء الجمعة أنها تؤيد قرار المعارضة السورية الذهاب إلى جنيف في انتظار تطبيق القرار 2254.
مفاوضات معقدة
وقد توقع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وصول وفد المعارضة إلى جنيف يوم الأحد، وقال عقب مشاورات أولى مع وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري إن القضية محل البحث الآن هي وقف إطلاق النار, وتحتاج إلى طرفين للتفاوض.
وبعد الجعفري, يفترض أن دي ميستورا التقى مساء الجمعة أعضاء في ما يسمى “اللجنة الاستشارية” المؤلفة من شخصيات سورية أصرت موسكو على دعمهم, ومن بينهم قدري جميل. كما يفترض أنه التقى ممثلين عن “المجتمع المدني السوري”.
وقالت مصادر للجزيرة إن أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي برئاسة صالح مسلم غادروا جنيف. وفي وقت سابق الجمعة قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة إنه لا يمكن مناقشة أي من القضايا في جنيف دون حضور الأكراد.
وكانت موسكو أعلنت مجددا اعتراضها على مشاركة فصيلي جيش الإسلام وحركة أحرار الشام في وفد المعارضة باعتبارهما من “التنظيمات الإرهابية”, في وقت أبلغ فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي رفض موسكو تنفيذ القرار 2254 كشرط لانضمام المعارضة السورية إلى المفاوضات.
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح له بإسطنبول إن المعارضة السورية لا تستطيع التفاوض وروسيا تقصفها, بينما توقع الرئيس الإيراني حسن روحاني من باريس أن تستغرق المفاوضات وقتا طويلا.
المصدر : الجزيرة + وكالات