الرصد السياسي ليوم الاربعاء (27/ 1 / 2016)
من المتوقع أن تعلن هيئة التفاوض السورية اليوم ردها النهائي حول المشاركة في مفاوضات جنيف في وقت لاحق هذا الأسبوع، وذلك بعد أن أبدت استعدادها للرد بإيجابية على الدعوة الأممية، غير أنها أرسلت رسالة إلى المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، تطلب منه توضيح بعض النقاط التي وردت في خطاب الدعوة.
وأعربت الهيئة في بيان لها عن استعدادها للموافقة على المشاركة في العملية السياسية استناداً إلى بيان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن 2118، كمرجعية للتفاوض، وذلك عبر إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية مع الحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية.
كما أكدت على ضرورة فك الحصار عن المدن، وإطلاق سراح السجناء، بالإضافة لعلاج الحالات الإنسانية، وفق القرارات الدولية.
وشدد البيان على وجوب وقف الانتهاكات بحق الشعب السوري دون قيد أو شرط، وعدم السماح لبعض القوى الخارجية أن تتذرع بتطور المسارات التفاوضية كحجة لاستمرار هذه الخروقات.
كذلك أشارت الهيئة إلى أنها تنتظر إجابة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي اعتبر عمليات القصف وسياسة الحصار والتجويع ضد الشعب السوري “جريمة حرب”.
ووجهت الدعوات بموجب بياني فيينا وقرار مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا بحسب رسالة الدعوة التي وجهها ستيفان دي ميستورا للأطراف السورية، ولن تعلن قائمة المدعوين قبل أن تؤكد جميع الوفود مشاركتها.
لكن على أيه حال خرجت بعض الأسماء إلى العلن وخصوصاً تلك الجدلية التي اقترحتها موسكو.. وترفضها المعارضة السورية.
تتضمن القائمة هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية وهو تحالف عربي كردي، وقدري جميل رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير المقيم في موسكو.
حزب الاتحاد الديمقراطي السوري يستبعد من جنيف 3
قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم الأربعاء، أن مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي مستورا أبلغه بأنه لن يوجه الدعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري لحضور محادثات السلام في جنيف وبأن الهيئة المعارضة التي تشكلت في الرياض ستقود المفاوضات.
وقال فابيوس لإذاعة “فرانس كولتور”: “السيد دي مستورا أرسل الدعوات… جماعة حزب الاتحاد الديمقراطي هي أكثر ما يثير المشاكل وأبلغني السيد دي مستورا أنه لم يرسل لها خطاب دعوة”.
وأضاف أن دي مستورا أكد له أيضاً أن هيئة معارضة تشكلت في الرياض ستقود المفاوضات، حتى وإن شارك في المحادثات معارضون آخرون.
وقال أنه تحدث مع رياض حجاب منسق المعارضة السورية، وأنه أبلغه بأنه “سيرد على دي مستورا و(الأمين العام للأمم المتحدة) بان كي مون صباح اليوم… أتفهم موقفهم… هم يقولون نعم للمفاوضات… وفي نفس الوقت يريدون تفاصيل عن المشاركين وعما يجري على الجانب الإنساني وعما سنتحدث عنه.
هيثم مناع: لن أحضر محادثات جنيف إذا لم يُدع الأكراد
في السياق ذاته، قال هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية في تصريحات له اليوم الأربعاء، أنه لن يشارك في محادثات السلام المقررة في جنيف إذا لم يتلق أيضا الزعيمان الكرديان صالح مسلم وإلهام أحمد دعوة للحضور.
وأضاف مناع: “إما أن أذهب مع أصدقائي أو لا أذهب. لا حل وسط في هذه المسألة”.
وتابع: “يقترحون علينا الآن وفداً يمكننا فعليا أن نسميه الوفد الروسي، ولست مستعداً لأن أكون عضواً في الوفد الروسي. من حقنا أن يكون لدينا وفدنا الخاص”.
ألمانيا- لا أحد يستطيع إبعاد الإسلاميين عن مؤتمر جنيف السوري
من المقرر أن يبدأ يوم الجمعة المقبل 29 كانون ثاني / يناير مؤتمر حول سوريا برعاية الأمم المتحدة بمشاركة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية إلى جانب السعودية وإيران وممثلين عن المعارضة السورية ونظام بشار الأسد للبحث في كيفية إنهاء الحرب المشتعلة في ذلك البلد منذ عام 2011 في ضوء رفض موسكو مشاركة إسلاميين من بينهم جيش الإسلام وغيرهم وتطالب موسكو شخصيات عوضاً عنهم. هذا الرفض الروسي جابهه رفض ألماني من قبل وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير ورئيس لجان شؤون السياسة الخارجية بالبرلمان الألماني نوربرت روتجين اللذين أكدا بأنه لا يحق لموسكو رفض من يمثل الشعب السوري من المعارضة .
وأوضح روتجين أن مشاركة الإسلاميين، جيش الفتح ، وغيرهم بالمؤتمر لا يعني الاعتراف بهم رسميا بل رد اعتبار واحترام لهم لدفاعهم عن الشعب السوري وحرصهم على حماية الشعب السوري وإذا ما تماطلت موسكو فالمعارضة السورية لها الحق برفض موسكو كشريك بالمفاوضات إلى جانب طهران اللتين تحاربان الشعب السوري، منتقداً موسكو التي أعلنت مشاركتها عسكرياً إلى جانب الأسد من أجل محاربة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية /، فهي لم تطلق أي رصاصة تجاه هذا التنظيم، بل تقاتل الجيش الحر والميليشيات الأخرى التي تدافع عن الشعب السوري وتسعى مع واشنطن لتقسيم سوريا.
مسؤول شؤون الشرق الأوسط وناطق السياسة الخارجية لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين بالبرلمان الألماني نيلس آنين رأى بمقابلة مع راديو / اينفو / الإخباري بأن مؤتمر جنيف محكوم عليه بالفشل إذا ما استمرت موسكو بوضع عوائق تحول دون مشاركة الإسلاميين، فالمسألة السورية تطورت وساهمت بتقسيم المجتمع الدولي على نفسه والضرورة ملحة التمييز بين البريء والسقيم في هذه الحرب التي حصدت اكثر من 500 ألف شخص، وقامت بتشريد اكثر من 12 مليون نسمة من الشعب السوري.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد