المركز الصحفي السوري – زهرة محمد
من جديد يطل علينا أبطال الشاشة، في شهر رمضان ليثبتوا ان الدرما السورية اصبحت نسخة واحدة وعمل متكرر ولو اختلفت الأسماء ليس هذا فقط، بل إن (الإيضاحات) في بعض المسلسلات ما هم إلا عضلات منفوخة بالخيبة والكذب المباح والعلني والانفصال التام عن الواقع المعاش، ابطال من ورق وتصوير عاري ومهين فارغ من الحياة،
هناك مسلسلات كان همها إظهار السوريين على انهم حيوانات ناطقة تحكمها الغريزة والوضاعة وكأن وطننا أصبح ماخور كبير يعيش فيه القوادين والراقصات وبائعات الهوى من ارباب المال والنفوذ، مثل مسلسل صرخة روح العاري من الروح والمكسو بعار ممثليه ووقوعهم فريسة لأهواء كاتب ومخرج بارعين بالتسويق للدعارة المدروسة،
وفي مواضيع ومسلسلات اخرى وفي غير سياق العصرية الفارغة، نشاهد المسلسل الذي اصبح مرتعا للأحداث التي تعلو وتهبط في آن والمحشو بمشاهد وحوارات متكررة ومملة ،باب الحارة الذي يترك لخيال الكاتب كل ما هب ودب من أحداث وفلسفات بلا عمق فمرة ثورات وحارة مترابطة ومرة نرجع لأحداث الحارة تكيد نسائها وزعاماتها وكأن كل جزء من كوكب، حتى حار المشاهد ماذا يرى وتعب من شدة المطبات المتباعدة شكلا ومضمونا، والتي زينت الشوارب بابها وابتعدت عن المأساة التي تعيشها سوريا من تنكيل وتفريق وهدم، ونشاهد مسلسلات ترينا الجيش الكادح المغوار في مقام الضحية والعذابات النفسية والتعب، ويلزم كل من يريد ان يتجهز لرؤية مسلسل عناية مشددة شراء علبة مناديل لكفكفة الدموع على الجيش العربي السوري بين قوسين وما تبعه من اتباع شرفاء واصحاب كرامة، اعمال واعمال لم تأتي على ذكر السوريين الذي قتلوا ونكل بهم على يد انصار الدراما السورية ومموليها
ممثلين ابتعدوا عن الإنسانية وقفوا وراء الكاميرا التي تأخذ أحلام الشعب وتسرق قوتهم لتحول المشهد إلى دراما من المريخ، او زحل، لله در المتابعين الذين يصدقون ولله در من لا يصدق ويسخر فالآن بات الأمر سيان في مطبخ الأحداث التي لا يعرف هل تصدق ام لا، وهل هناك خيط امل بالنهوض بذوق هذه المعمعة الكاذبة في سوريا كلها وليس فقط في الدراما التي لا تمثل إلا أصحابها.