بعد تأجيل قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان 11 يوما بسبب الانفجار الذي هز بيروت، يترقب اللبنانيون ما سيصدر عن المحكمة غدا الثلاثاء بعد القرار الظني الذي دان أربعة متهمين من كوادر حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005 وهم سليم عياش، حسن حبيب مرعي، حسين عنيسي، وأسد صبرا، فيما مصطفى بدر الدين الذي ورد اسمه في عملية الاغتيال سقط قتيلا في سوريا، إضافة إلى المسؤول العسكري في الحزب عماد مغنية.
ويأتي الحكم من لاهاي في هولندا خلاصة 415 جلسة للمحكمة وخلاصة إفادات 297 شاهدا وبعد انتهاء المرافعات في القضية في 21 أيلول/سبتمبر 2018. وألقت الإفادات الضوء على وقائع ورسائل تهديد من رئيس النظام السوري بشار الأسد للحريري “بالتمديد للرئيس السابق إميل لحود وإلا سنكسر لبنان على رأسك”، وكيف عاد رفيق الحريري متجهم الوجه إلى دارته على إحدى تلال فقرا في أعالي كسروان وأبلغ عددا من المحيطين به بما أبلغه به الأسد، وكان ذلك اللقاء الشرارة لانطلاق معارضة وطنية في لبنان إلى جانب “لقاء قرنة شهوان”.
وعشية الحكم، غادر الرئيس سعد الحريري بيروت متوجها إلى لاهاي للمشاركة في الجلسة، على أن يدلي بعدها ببيان صحافي. ورافق الحريري وفد من مستشاريه إضافة إلى النائب السابق باسم السبع والنائب المستقيل مروان حمادة وعدد من أهالي الضحايا ووفد إعلامي.
وكان الحريري التقى قائد الجيش العماد جوزف عون ورؤساء الأجهزة الأمنية للبحث في كيفية ضبط الوضع الأمني والتحسب لأي ردات فعل محتملة، خصوصا في ضوء موقف حزب الله الذي يمتنع عن تسليم المتهمين الذين من المتوقع أن يُطلَب من السلطات اللبنانية مجددا توقيفهم وتسليمهم إلى المحكمة.
كذلك، فإن الشقيق الأكبر لسعد الحريري بهاء أصدر بيانا، جاء فيه: “إن تطلعنا لجلاء الحقيقة حول اغتيال شهيد لبنان والعالم، الرئيس رفيق الحريري، رحمه الله، يدفعنا جميعا كأبناء ومحبي الراحل وإرثه أن نحافظ على لبنان الدولة والمجتمع.
ومواكبة لصدور قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، نهيب بجميع اللبنانيين أن يتمتعوا بأعلى درجات ضبط النفس، وأن يبتعدوا عن ردود الفعل الغاضبة غير المفيدة، لأن من أهم وصايا الشهيد لنا أن نتابع مسيرة بناء لبنان والحفاظ على الإنسان. وإننا إذ نعايش آلام الناس في البلد، وتبعات الفساد وانعدام السيادة اللتين كانتا وراء كارثة مرفأ بيروت، نؤكد على ضرورة استعادة الوطن من الفاسدين، ورحيل منظومة التدمير الممنهج للبنان بكافة رموزها وأشكالها. رحم الله رفيق الحريري ورفاقه الذين قضوا معه وكل شهداء لبنان الذي طالتهم تفجيرات الغادرين”.
أما “لقاء سيدة الجبل” فأصدر بيانا بمشاركة “مجموعة نحو الحرية” جاء فيه: “ينتظر “اللقاء” مع جميع اللبنانيين، صدور الحكم عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بشأن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويعتبر أن هذا الحكم ليس انتصارا لفريق على آخر في الداخل إنما هو انتصار للعدالة في لبنان والمنطقة ولسائر اللبنانيين من دون استثناء”.
ورأى أن “انفجار بيروت، يوم 4 آب/أغسطس 2020، كشف مستور المنطقة. إذ يتبين أنها تنتقل من مرحلة قديمة على مشارف الانتهاء إلى مرحلة جديدة نتلمس معالمها. وفي هذه المرحلة الانتقالية يتحمل الرئيس ميشال عون مع حزب الله مسؤولية “جريمة” فقدان لبنان للدور الريادي في المنطقة أولا، وللحريات والمصرفَ والجامعة والمدرسة والمستشفى والقطاعات الإنتاجية والصناعة والتجارة وحتى المرفأ ثانيا”.
نقلا عن القدس العربي