أنواع جديدة من المحروقات انتشرت في المناطق المحررة وباعة كثر يجلسون على جوانب الطرقات يعرضون ما لديهم من مشتقات النفط، ليبيعوها لأصحاب آليات النقل من سيارات ودراجات نارية وشاحنات.
ففي جميع المناطق المحررة لا تكاد تسير مئة متر إلا لتجد أحد هؤلاء الباعة بالإضافة لتركز مناطق عرض بضائعهم في الاماكن التي تكتظ بالازدحام المروري وعلى الطرقات الرئيسية التي تكون فيها حركة السير كبيرة.
أبو محمد من ريف حلب يقول: “بدأت هذه الظاهرة تنتشر بكثرة عندما قام النظام بقطع المحروقات عن المناطق الخارجة عن سيطرته، وأخذت تتزايد شيئاً فشيئاً حتى أصبحت أرى أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عاماً يعملون في هذا المجال”.
قلة من المواطنين كانوا يعرفون الأماكن التي يتم جلب المحروقات منها لكن مع ازدهار هذه التجارة و ازدياد رقعة المناطق المحررة بدأ أغلب المواطنون بإحضار النفط الخام بشكل أكبر من حقول النفط التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في المناطق الشرقية من سورية، حيث يسيطر تنظيم الدولة على غالبية حقول النفط السورية منها (حقل الورد، حقل التيم، حقل العمر، حقل الجفرة، حقل التنك) و يقومون بتكريرها يدوياً ضمن مصافي تكرير بدائية، و التي تنتج العديد من أنواع المحروقات وتتفاوت جودتها حسب آلية عمل مصفاة التكرير.
أحمد شاب يعمل في تجارة النفط الخام ضمن المناطق المحررة يقول: “تنتج مصافي التكرير البدائية عدة أنواع من المحروقات فالبنزين مثلاً يوجد له عدة أنواع حسب طريقة التكرير مثل مفلتر على الكهرباء والذي يتم تكريره عبر وضع النفط الخام في خزانات كبيرة وتوصيله بخطوط كهرباء تعمل على فصل النفط إلى مشتقاته من بنزين وديزل، وعرعوري لأن هذه النوعية هي أولى المحروقات التي تم تداولها في المناطق المحررة، بالإضافة للنفط الشاعري والذي تتم الحصول عليه من حقل شاعر، وأنواع أخرى عديدة يعاني اصحاب السيارات والدراجات النارية من رداءتها لأنها تضعف من قوة المحركات “.
تتفاوت أسعار هذه المحروقات تبعاً للبائع بالإضافة لقيام العديد من التجار لإحضار محروقات مكررة ضمن مصافي تكرير النظام وبيعها في الأسواق بأسعار باهظة لكن المشكلة عند المواطنين تكمن في قيام بعض البائعين بخلط أنواع رديئة من المحروقات بالأنواع الجيدة وبيعها على أساس أنها أفضل الأنواع المتواجدة في الأسواق.
خالد شاب من إدلب لديه دراجة نارية يقول: “أصبح الباعة الذين يقومون بغش المحروقات معروفين من قبل المواطنين فلا تجد أحد يقوم بالشراء منهم إلا بالصدفة وبرز بائعون معروفون بصدقهم وأمانتهم حيث لا أبتاع المحروقات التي أحتاجها إلا من عندهم”.
قامت بعض الإدارات المدنية في المناطق المحررة بفتح مؤسسات تختص بتأمين الوقود للمواطنين وذلك بأسعار تتناسب إلى حد ما مع دخل الفرد بالإضافة لجودة في الانواع إلا أنها لا تغطي حاجة المواطنين في كافة المناطق المحررة.
المركز الصحفي السوري – مصطفى العباس