نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 13 كانون الثاني/يناير تقريراً، اطّلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرّف، عن أكبر محاكمة للمفايا في إيطاليا منذ عدّة عقود.
بدأت بحسب الصحيفة أكبر محاكمة للمافيا في إيطاليا منذ ثلاثة عقود، حيث أدلى 900 شاهد بشهاداتهم ضدّ أكثر من 350 شخصاً من بينهم سياسيون ومسؤولون متهمون بانتمائهم إلى عصابة “ندرانغيتا” الخطيرة.
بنت السلطات الإيطالية قاعة محكمة تتسع لـ 1000 شخص، وأحاطتها بإجراءات أمنية مشدّدة ووضعت أقفاصاً كبيرة لاحتجاز المتهمين في مدينة لاميزا تيرمي في كالابريا.
كان يوم الافتتاح إجرائياً إلى حدّ كبير، قرأ فيه القاضي “تيزيانا ماكري” أسماء المتهمين، فيما لم يحضر أحد بشكل شخصي وشارك بالحضور قرابة 50 شخصاً عبر رابط الفيديو.
بعد تحقيق مطوّل شمل أكثر من 11 منطقة إيطالية بدأ في عام 2016، قبضت السلطات على جميع المتهمين تقريباً في كانون الأول/ديسمبر عام 2019 بمشاركة قرابة 2500 ضابط في اقتحامات ركزت على المشتبه بهم في فيبو فالينتينا، في كالابريا، المنطقة التي تسيطر عشيرة مانكوسو ندرانغيتا.
ألقت وحدة النخبة المعروفة باسم “كاسياتوري” أو ما يعرف بالصيادين القبض على العديد من المشتبه بهم في مخابئ سرية تحت الأدراج، وخلف أبواب مخفية. واعتقل عضو مجلس الشيوخ السابق ورئيس الشرطة وأعضاء المجالس المحلية وبعض رجال الأعمال بتهمة مساعدة المافيا في كلّ من ألمانيا وسويسرا وبلغاريا.
أكّد عضو المجلس الاستشاري لمركز ناثانسون للجريمة والأمن في جامعة يورك في تورنتو والخبير بشأن ندرانغيتا “أنطونيو نيكاسو” على أهمية هذه المحاكمة مشيراً إلى أمل السلطات الإيطالية في أن تكون علامة فارقة في النضال ضد هذه الجماعة.
وأضاف أنّ هذه المحاكمة ستكون واحدة من أجل كتب التاريخ عن الجريمة المنظمة، وسوف تتاح لإيطاليا أخيراً الفرصة لتكشف للعام أسرار ندرانغيتا التي نمت بصمت وفي الظلال على مرّ السنين الماضية.
يحفر أعضاء الجماعة أنفاقاً تحت منازلهم للهروب، ومخابئ متطورة في الجبال لا يمكن الوصول إليها إلاّ سيراً على الاقدام، ومخابئ في الغابات، فيما يعيش زعماؤها كالنّسّاك في أعالي جبال كالابريا يغسلون ملايين اليورو من تجارة المخدّرات من خلال شركات وهمية.
ويذكر أنّ جماعة ندرانغيتا أصبحت اليوم أقوى جماعة إجرامية في إيطاليا وواحدة من أغنى الجماعات في العالم، فبحسب دراسة أجراها معهد ديموسكوبيتا للأبحاث عام 2013 كانت الجماعة أقوى من بنك دويتشه و شركة ماك دونالدز مجتمعين بميزانية قدرت بحوالي 53 مليار يورو.
ومن جهته قال المدعي العام الذي قاد التحقيق ضد المافيا “نيكولا غيرارتي” أنّها أكبر عملية ضد عصابات الجريمة منذ محاكمات باليرمو ماكسي 1986-1992 عندم وضع 475 شخصاً في قفص الاتهام.
وأضاف غيرارتي أنّها ستكون محاكمة جميع رجال الأعمال والمواطنين الشرفاء، الذين تعرضوا لسنوات للهجمات والمضايقات من قبل من أرهبوهم على دفع الأموال عنوة. وقال “آمل أن تشير هذه الإجراءات إلى ولادة جديدة حقيقية لأفراد شعب كالأبريا الذين سئموا العيش مع ندرانغيتا”.
ترجمة محمد المعري
المركز الصحفي السوري
رابط المقال الأصلي