صحيفة واشنطن بوست الأميركية- ديفيد إغناتيوس
أن التهديدات المستخدمة في المفاوضات أو المساومات بين الطرفين تناقش علنا لأن البلدين يدركان المخاطر المحتملة إذا لم يتم التوصل لاتفاق بحلول الموعد النهائي المقرر في 30 يونيو. نقطة القوة بالنسبة للولايات المتحدة هي البرهنة على قدرتها استخدام الأسلحة السيبرانية للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، بينما تمتلك إيران القدرة على استهداف 2190 من العناصر العسكرية الأميركية الموجودة حاليا في العراق.
وأشار الكاتب إلى أن الضغوط السياسية المحيطة بعملية المساومة واضحة في كل من طهران وواشنطن، حيث حاول الرئيس الإيراني حسن روحاني خلق مساحة للتوصل إلى اتفاق بالقول إن الاقتصاد الإيراني لا ينبغي أن يتعثر بسبب العوامل الأيديولوجية، لكن رد المرشد الأعلى علي خامنئي بتصريحات قال فيها إنه لا يمكن الوثوق في الولايات المتحدة لرفع العقوبات المفروضة على بلاده. في الوقت نفسه يسعى المحافظون في الكونجرس الأميركي لفرض المزيد من العقوبات، في حين تحاول إدارة أوباما التوصل إلى صفقة.
وأعاد إغناتيوس إلى الأذهان أحد فصول الحرب الإلكترونية السرية لاسيما الهجوم المعروف باسم «فيروس ستكسنت» والذي استخدم من قبل للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، والذي قال إنه يكشف إن إدارة الرئيس أوباما تسعى إلى تطبيق سياسة ذات مسارين، فهي من ناحية تحاول التعامل مع إيران وفي الوقت نفسه وافق على استخدام سلاح الكمبيوتر لتخريب منشأة التخصيب الإيرانية في نطنز.
وأشار إلى التقارير الصحافية التي كشفت أنه مع تولي الرئيس أوباما مهام منصبه وبدأ في عرض محاولة للتواصل مع القيادة الإيرانية وهو «يحمل غصن زيتون» قام في الوقت نفسه بإعطاء الضوء الأخضر للاستمرار في برنامج الحرب السيبرانية الذي سبق أن وضعته إدارة سلفه جورج بوش.
وأضاف إغناتيوس أن قوة التكنولوجيا المستخدمة في صناعة فيروس ستكسنت تكمن في عدم قدرة الإيرانيين على معرفة نوعية البرامج الضارة التي تم زرعها في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو القدرات الجديدة التي طورتها الولايات المتحدة منذ استخدام النموذج الأول من الفيروس، لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة لديها قدرة أكبر مما تم الكشف عنه أو نشر، وأن أوباما مستعد لتعديل قدرات الولايات المتحدة الإلكترونية سواء بالزيادة أو النقصان استنادا إلى موقف المفاوضات.
وأشار إلى أن إيران أكدت أنها رفعت مسألة هجوم ستكسنت في المفاوضات النووية، بحجة أنه يظهر نفاق الولايات المتحدة حيال الالتزام بالمعايير الدولية، ويفترض الإيرانيون أن هناك المزيد الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة إذا فشلت المفاوضات.
في المقابل يشير الكاتب ديفيد إغناتيوس إلى أن النفوذ الإيراني في تلك اللعبة المزدوجة يمكن في قدرة طهران على شن حرب سرية من خلال وكلائها في الشرق الأوسط، يتضمن هذا الأمر المساعدات الإيرانية لحزب الله في لبنان، ونظام الأسد في سوريا والمتمردين الحوثيين في اليمن، لكن سلاح إيران الأقوى هو قدرتها على مهاجمة القوات الأميركية التي عادت إلى العراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وختم الكاتب المقال بالقول إن الوضع في العراق يوضح اللعبة المزدوجة بين الولايات المتحدة وإيران. وأشار الكاتب إلى أن الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس الإيراني أبلغ الحكومة العراقية أن طهران تقبل بعودة الولايات المتحدة بالمساعدات العسكرية في العراق في حدود. كانت هذه الرسالة تتضمن تحذيرا ضمنيا بأن إيران قد تستهدف القوات الأميركية إذا انهارت محاولات التقارب. من الممكن أن تؤدي هجمات الولايات المتحدة ضد نظام الأسد في سوريا إلى عمليات انتقامية إيرانية، والأمر نفسه يمكن أن يحدث في حالة فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية الأميركية، وهذا يدل على أن الولايات المتحدة ضعيفة مثلها مثل إيران وهذا هو التماثل الذي ينعكس على المفاوضات.