المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 12/3/2015
مرض اللشمانيا أوكما يُطلق عليه “حبة حلب أو حبة السنة أوحبة” ينتشر من جراء لسعة ذبابة، تُسمى “ذبابة الرمل أوذبابة الفاصدة” وهي الذبابة التي تحمل “الطفيلي” المسبب للمرض، وهي حشرة صغيرة جدا لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية لونها أصفر وتتنتقل قفزا ويزدادا نشاطها ليلا ولا تصدر صوتا لذا قد تلسع الشخص دون ان يشعر بها.
توجد ذبابة الرمل في حظائر الحيوانات سقوف المباني، الأماكن المظلمة أو المهجورة، الجدران، الكهوف والأراضي الزراعية وعندما تمتص أنثى ذبابة الرمل الدم من أحد مستودعات الطفيليات (الكلاب والقطط والثعالب والجرذان) يكون الدم محملا بالطفيليات، المسببة لمرض اللشمانيا، الذي يتكاثر في معدة الذبابة ثم ينتقل إلى لعابها، وعند لدغها إنسانا أو حيوانا أو طيرا سليما، تقوم الذبابة بحقن طفيليات اللشمانيا في جسمه مسببة المرض.
إنتشر مرض اللشمانيا مؤخراً بشكل كبير في مناطق متعددة من سوريا، ولوحظ انتشار المرض في المناطق الفقيرة غالباً، وخاصة الأماكن القريبة من المناطق التي تكثر فيها برك الماء أو المياه الراكدة، والمناطق ذات تواجد الأشجار، إضافة إلى الأماكن القريبة من مكبات النفايات.
“أبو طه” من سكان ريف إدلب الجنوبي، حدثنا عن معاناته من هذا المرض قائلا: “عندي طفلة بعمر ٤ سنين مصابة بمرض اللشمانيا المعروفة عندنا “بحبة السنة” في رأس أنفها وحبة أخرى في خدها الأيمن استمرت بالعلاج لمدة سنة ولكن بعد معاناةركبرة تحسنتت حلتها حتى ظننا انها شفيت الا انها تراجعت بشكل سيئ جدا حتى أنها بدأت تتوسع، وسسبت لها تشوهاً في جهها.
تنتشر اللشمانيا بشكل كبير ويقدر عدد المصابين بمرض اللشمانيا بنحو 12 مليون شخص في العالم، إضافة إلى تسجيل نحو مليوني إصابة جديدة كل عام، وتتراوح الإصابات بين إصابات جلدية خفيفة أو معتدلة، وقد تظهر اللشمانيا الجلدية على شكل آفة وحيدة أو عدة آفات جلدية وتؤدي إلى أسوأ الأضرار إذا أصابت الوجه فقد تؤدي إلى ندبات دائمة إلا إذا تم علاجها مبكراً.
حدثنا أحد الأطباء العاملين في المركز الصحي في بلدة معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي وهو الطبيب ” محمد” عن مرض اللشمانيا بقوله “في الفترة الأخيرة شهد المركز الصحي في البلدة زيارات كبيرة من المرضى المصابين بمرض اللشمانيا، ويتم معاجة هذا المرض، عن طريق حقن موضعي لمكان الإصابة، حيث أنّ الدواء عبارة عن أمبولات للحقن، ويسمى ” glucantime” باللغلة الطبية، حيث تحتوي كل علبة من الدواء على خمس أمبولات، ولكن هنالك نقص شديد في كمية الدواء وصعوبات وهناك أكثر من 200 اصابة في البلدة بحاجة ماسة إلى الدواء.
الإنتشار الكبير للقمامة في الأماكن السكنية والساحات العامة، بالإضافة إلى ازدياد الأبنية المهدمة والمجاري المكشوفة لمياه الصرف الصحي، وعدم استخدام المبيدات الحشرية، كل هذا أدى إلى زيادة انتشار مرض اللشمانيا في سوريا.
درهم وقاية خير من قنطار غلاج، للوقاية من هذا المرض يجب القضاء أو التحكم بذباب الرمل الناقل للمرض باستعمال المبيدات الحشرية المتوفرة و القضاء عليها في أماكن تكاثرها أيضاً، وتحاشي التعرّض لهذه الحشرات عن طريق ارتداء الملابس السميكة و استعمال الناموسيات خلال النوم و وضع شبكات من السلك الدقيق التي تمنع الحشرات من الدخول إلى المنازل و استعمال طاردات الحشرات على الجلد مباشرة أو على الملابس الخارجية، ونتمنى السلامة للجميع والشفاء العاجل للمصابين.