تابع العالم على مدار الأعوام الأربعة الماضية تدفق اللاجئين السوريين إلى دول الجوار، ولكن العام 2015 عمق بشكل أقسى أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانيةحيث طرقوا أبواب أوروبا بمئات الآلاف.
نجا من نجا، وابتلعت مياه البحر المتوسط عددا منهم. واستقبلت دول بترحاب بينما قمعتهم دول في مقدمتها بلا منازع المجر.
غير أن اللاجئين الذي يصلون أوروبا تحديدا وأميركا وغيرها من الدول الغنية ليسوا كلهم سوريين. فثمة أفغان وعراقيون إلا أن حجم مأساة السوريين تنعكس أكثر من غيرها في حجم اللجوء هربا من احتمال الموت الماثل بشراسة أمام عيونهم.
حوار شمال وجنوب
حول مقاربة جديدة لهذه التغريبة الجديدة للاجئين قال مدير مركز دراسات اللاجئين والنازحين في جامعة اليرموك عبد الباسط عثامنة إن ثمة حاجة لحوار بين الشمال والجنوب حول حقوق الإنسان وإعادة تأهيل اللاجئين سواء في دول الجوار أو شمال المتوسط.
وأضاف في حلقة الخميس (31/12/2015) من “الواقع العربي” أن أوروبا تستطيع وهي ذات تركيبة سكانية هرمة أن تسمح باستيعاب مزيد من اللاجئين الذين يمثلون قوة عاملة، وهو الأمر الذي أشارت إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
أما عن الخوف الذي يجعل اللجوء تذكرة ذهاب بلا عودة كما هي حال الفلسطيني منذ أزيد من ستة عقود، فقال إن لا أحد يريد أن يكون لاجئا وإن واجب المجتمع الدولي -وأوروبا خصوصا- أن توجد حلا سياسيا في فلسطين التي لا ينفك العالم يذكر بقراري 192 و242 حول اللاجئين والنازحين، وإن مثل هذا ينطبق على حل سياسي في سوريا.
مشكلة كل العالم
من ناحيته قال مدير الوحدة القانونية في المركز الأورمتوسطي إحسان عادل إن اتفاقية اللاجئين عام 1951 التي وقعت عليها 150 دولة تقول في ديباجتها إن المشكلة تخص العالم وإن عليه أن يحلها.
ولفت إلى أنها طرحت منطقة آمنة لهم، لكن جرى تجاهلها ورفضها. أما المخاوف من تمييع قضية اللاجئين السوريين كما حصل مع الفلسطينيين فقال إنها مخاوف حقيقية، لكن هناك فرقا بين احتلال إسرائيلي إحلالي ونظام استبدادي إن عاجلا أو آجلا سيرحل.
ومضى يقول إن استطلاعا أجراه المركز قال فيه ما نسبته 80% من اللاجئين السوريين إن خروجهم مؤقت وإنهم يريدون العودة إلى وطنهم.
برنامج الواقع العربي ـ قناة الجزيرة