يواجه اللاجئون المتوافدون على اليونان، من دول تعاني من الحروب والنزاعات، وعلى رأسها سوريا، سعيا للوصول إلى دول أوروبا الأخرى، مصاعب عديدة قد تتسبب في وضع حد لرحلتهم، وصلت إلى درجة عدم وجود أماكن كافية، لدفن من توافيه المنية منهم في بعض الجزر اليونانية.
وتسبب عدم رغبة الدول الأوروبية في قبول اللاجئين، في بقاء عدد كبير منهم في الجزر اليونانية، ما خلق حالة من الفوضى، فاقم منها عدم كفاية البنية التحتية في الجزر لتلبية احتياجات اللاجئين، الذين دفع معظمهم جميع مدخراتهم للمهربين، ليتمكنوا من الوصول للقارة الأوروبية.
وفي جزيرة ليسبوس اليونانية ينتظر آلاف اللاجئين، الذين لم يجدوا لهم مكانا في مراكز الإيواء، ومعظمهم من النساء والأطفال، على رصيف الميناء، وسط أحوال جوية صعبة، على أمل أن يتمكنوا من ركوب السفن إلى أثينا.
وفي ظل عجز الهيئات الحكومية عن توفير كافة احتياجات اللاجئين، الذين يتدفقون باستمرار على الجزيرة، يقوم المواطنون بتوزيع ما يتمكنون من جمعه من مواد غذائية على اللاجئين، ويتطوع عدد من الأطباء لتقديم الخدمات الصحية لهم.
وقال بيان صادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قبل حوالي أسبوعين، إن الآلاف من النساء والأطفال اللاجئين، الذين يضطرون إلى المبيت في العراء، في الجزر اليونانية، بسبب عدم وجود أماكن لإيوائهم، يتعرضون للعديد من المخاطر، منها الاستغلال والعنف الجنسي.
ودعت المفوضية لجمع مبلغ 32 مليون يورو بشكل عاجل، لإنشاء أماكن لإيواء اللاجئين، قبل دخول الشتاء.
ورغم جهود السلطات المحلية والمتطوعين لتلبية احتياجات اللاجئين في جزيرة ليسبوس، تشهد الجزيرة يوميا وفاة العديد من اللاجئين بسبب ظروف المعيشة السيئة، ويدفن هؤلاء دون معرفة هوياتهم، في مقابر يسجل على شواهدها، أرقام فقط.
وفي بعض الجزر اليونانية التي تشهد تدفقا كبيرا للاجئين، لم يعد هناك مكان في مقابرها لدفن من يتوفون من اللاجئين، ما أدى إلى لجوء السلطات المحلية لحفظ جثث المتوفين، حيث تحتفظ في جزيرة ليسبوس بـ55 جثة في البرادات، وفي جزيرة ساموس توجد جثث أكثر من 30 لاجئ في البرادات بانتظار العثور على مكان لدفنها.
ويحاول المسؤولون المحليون في الجزر، العثور على حلول للمشاكل التي يعاني منها اللاجئون، ومنها توفير أماكن لدفن من يتوفون منهم.
ووفقا لإحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وصل 700 ألف لاجئ إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، خلال العام الحالي، معظمهم من السوريين والأفغان.
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي ، شهد عبور 99 ألف لاجئ من تركيا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، و22 ألف لاجئ إلى جزيرة خيوس، و21 ألف و500 لاجئ إلى جزيرة ساموس، و7500 لاجئ إلى جزيرة ليروس. وانتقل معظم هؤلاء إلى بر اليونان الرئيسي، إلا أن أكثر من 20 ألف لاجئ لا يزالون في تلك الجزر.
الاناضول