مازال كثير من اللاجئين السوريين ينتظرون بأمل خبر سقوط نظام الأسد في سورية، بينما لم تعد هذه الأماني موجودة عند غيرهم.
ويقول اللاجئ يوسف المحاميد وهو أربعيني ترك منزله في محافظة درعا، ولجأ للأردن منذ 3 أعوام: “لم أفقد الأمل، فلا أحد يستطيع محاربة شعب بأكمله، أنا متأكد أنه سيأتي اليوم الذي يفقد فيه بشار القدرة على المواصلة وأتمنى أن يكون هذا اليوم في العام الجديد”.
أما اللاجئ كامل خضير (23 عاماً)، حاله لم يختلف عن حال أبناء بلده الذين يتمنون العام الجديد عاماً يعود فيه إلى بلادها لممارسة أعماله الحرة في دمشق.
وعلى النقيض مما سبق، اعتبر اللاجئ رامي الحاج علي (27 عاماً) الذي تحدث للأناضول من داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين، شمال شرقي الأردن، أن سقوط النظام أمر أشبه بالمستحيل كونه “الطفل المدلل” لروسيا التي لن تتركه وحيداً لإبقاء نفسها في المنطقة.
أما اللاجئ عامر القناطرة الذي كان من أوائل الخارجين من محافظة حلب بعد استجابتها لنداء محافظة درعا التي ثارت على النظام فيقول: “النظام لن يسقط لأن المجتمع الدولي باتت له مصالح معه، ولا أعلم ما هي نهاية أحوالنا هل سنموت في الأردن قهرا أم نعود لسورية ونموت بنيران النظام”.
ورأى لاجئون آخرون أن العودة لسورية ليست مرهونة بصمود النظام الذي لن يسقط، متمنين إقامة منطقة عازلة في أي مكان بحماية من المجتمع الدولي، للتخفيف على الأردن خصوصاً بعدما بات اللاجئون يشعرون بأنهم ضيف ثقيل هناك.
وبعد إعلان ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” الأربعاء الفائت عن إسقاط طائرة الطيار الأردني معاذ الكساسبة في محافظة الرقة، أثناء تحليقه في سماء المحافظة ضمن سلسلة الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم في سورية والعراق.
وفيما ينتظر الشارع الأردني الكشف عن مصير الكساسبة، يعيش اللاجئون السوريون في الأردن حالة ترقب وخوف من ردات فعل الشارع الأردني التي بدأت بالظهور منذ بداية نشر أخبار اعتقال الكساسبة.
وتبدو آراء الأردنيين وموافقهم من تحميل السوريين مسؤولية الكساسبة متفاوتة، وانعكس هذا على وسائل التواصل الاجتماعي، ففي حين هاجم بعضهم السوريين ووجهوا لهم الشتائم، أبدى بعضهم الآخر تعاطفه مع اللاجئين، رافضين تحميلهم مسؤولية اعتقال الكساسبة.
وقال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي أن عدد اللاجئين السوريين يقدر بحوالي 639 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة كلاجئين سوريين منذ 15 مارس/ آذار من عام 2011 في حين أن هناك 750 ألف سوري كانوا داخل الأراضي الأردنية يأتون ويغادرونها ولكن بسبب الحرب السورية لم يعد هناك مجال لعودتهم إلى بلادهم وأصبحوا مقيمين على أراضي الأردن.
ويوجد في الأردن خمسة مخيمات للسوريين، أكبرها مخيم “الزعتري” والذي يوجد بداخله قرابة 83 ألف لاجئ، والبقية يتوزعون على المخيم الإماراتي الأردني مريجب الفهود، ومخيم الأزرق (مخيزن الغربي)، ومخيم الحديقة، ومخيم “سايبر سيتي”.
ويزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كلم، ويتخللها العشرات من المنافذ غير الشرعية التي كانت ولا زالت معابر للاجئين السوريين الذين يقصدون أراضيه؛ ما جعل الأردن من أكثر الدول تأثراً بالحرب السورية.