تتواصل المعارك بين تنظيم الدولة من جهة، وقوات النظام مدعومة بمليشيات من الدفاع الوطني ووحدات حماية الشعب الكردية من جهة ثانية، في مدينة الحسكة السورية. ونتج عن هذه المعارك التي دخلت أسبوعها الثاني، نزوح آلاف العائلات من أحياء الحسكة نحو مدن وبلدات المحافظة الواقع أغلبها تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال الصحفي مجد العبيدي إن حواجز وحدات حماية الشعب “طلبت من كل عائلة كفيلا يكفلها قبل السماح لها دخول المدن الخاضعة لسيطرتها، وعلى رأسها مدينتا القامشلي ورأس العين، على غرار ما حصل في مناطق عراقية عدة بينها بغداد”.
وذكر أنه تم تحويل معظم النازحين إلى مخيم عين الخضرة بالمالكية في البداية، “لكن امتناع النازحين أجبر الوحدات الكردية على إقامة مخيم في قرية بهيمو على مدخل مدينة القامشلي، ويمنع سكان المخيم من دخول القامشلي وليس أمامهم سوى العودة إلى مدينة الحسكة، كما نقل أغلب من وفدوا إلى مدينة رأس العين باتجاه عامودا والقامشلي بعد الانتظار في العراء تحت حرارة الشمس بسبب فشلهم في تأمين كفيل”.
وأوضح العبيدي “يتم الاتصال بالكفيل عبر الهاتف للتأكد منه، بعد إعطاء العنوان بالتفصيل ويتكفل بإيواء النازح ومن معه، حيث تكدس النازحون في بلدات عامودا والدرباسية وأبو رأسين وتل تمر، كما توقفت عامودا والدرباسية عن استقبال النازحين لعدم وجود كفلاء.
بدوره، قال رئيس هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية دجوار أحمد إن الإدارة قررت نقل مخيم قرية حكمية في منطقة ديرك (المالكية) إلى قرية تل أسود بهدف توسيعه لإيواء النازحين من مدينة الحسكة.
وأضاف أحمد في تصريحات صحفية أن “الإدارة لا تفرق بين مكونات المنطقة من العرب والسريان والأكراد، وهدفنا هو حماية جميع مكونات المنطقة خلال هذه الأزمة وتقديم المساعدات اللازمة لهم كواجب إنساني.. النازحون من الحسكة يقيمون حالياً في مدرسة قرية تل أسود، وتقدم لهم الجهات المعنية المساعدات اللازمة، وسيتم نقلهم إلى المخيم فور تجهيزه ونصب الخيم”.
وقالت ريمة -النازحة من الحسكة إلى القامشلي- للجزيرة نت إن “السكان فرّوا بأرواحهم، وذلك بعد ليلة رعب لم يستطيعوا النوم خلالها. وتقاطر الآلاف من البشر في شوارع المدينة كل يبحث عن سيارة تنقلهم ولم يحملوا من أمتعتهم إلا القليل”.
وأضافت أن “أطفالي الأربعة لم يناموا منذ بدأ اقتحام تنظيم الدولة الإسلامية لحي النشوة، ومع بزوغ الفجر توجهنا إلى المناطق البعيدة عن المعارك، لكن أطفالي الصغار أصيبوا بالهلع نتيجة قصف الطيران المروحي لأول مرة أحياء المدينة في ساعات الليل، فنحن لم نشهد مثل هذه الانفجارات سابقا”.
وتابعت “مع ظهور بصيص الضوء، وأصبح السير بالشوارع بدون خوف، غادر الجميع سيراً على الأقدام وصولاً إلى مفرق صفيا قرب (معمل القرميد) حيث استطعنا الركوب بسيارة أجرة عمومية إلى مدينة القامشلي، بين توجه آخرون إلى مدن أخرى كعامودا”.
وقالت ريمة “تفاجأنا بطلب كفيل كي يسمح لنا بالدخول إلى مدينة القامشلي”، متسائلة “هل يعقل أن يطلب السوري من السوري كفيلاً ليأويه، أليست هذه المدينة وسائر المدن الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب سورية؟”.
وفي ذات السياق، تحدث سائق سيارة -لم يذكر اسمه- أنه جاء إلى مدينة الحسكة من منطقة رأس العين بعد تلقيه اتصالا من شقيقته التي تسكن في حي النشوة لينقلها مع أطفالها إلى رأس العين، وذلك بعد تكثيف النظام قصفه الجوي والمدفعي على الحي الذي خرج عن سيطرته.
وأضاف السائق “خلال محاولة أختي النزوح أصيبت برصاصة قناص في خاصرتها، مما استدعى نقلها إلى المستشفى وإجراء عمل جراحي لها، وننتظر أن يسمح لنا بنقلها إلى مشافي منطقة رأس العين بعيداً عن الخطر”.
المصدر : الجزيرة