القنبلة الفوسفورية قنبلة حرارية مدمرة، تحظر القوانين الدولية استخدامها في المناطق المدنية
، ويشكل الفوسفور الأبيضمكونها الأهم، ومنه أخذت تسميتها الثانية “القنبلة البيضاء”، وتستخدم في الحروب لإحداث حرائق بهدف تطهير مواقع العدو، وإضاءة ساحة المعركة ليلا، وتمييز الأهداف، كما تُستخدم لإحداث خسائر بشرية واسعة النطاق.
التركيبة الكيميائية
الفوسفور الأبيض واحد من مشتقات مادة الفوسفور، ويتميز بصلابته وقابليته الشديدة للاشتعال، وبكثافة الأدخنة المنبعثة من احتراقه، وقدرتها الهائلة على امتصاص الرطوبة في الهواء وفي الأنسجة الحية، التي له قدرة هائلة على تدميرها، وهنا مكمن خطورته على الأشخاص؛ إذ يتسبب في الاختناق والحروق الشديدة في آنٍ واحد.
وتختلف القنبلة الفوسفورية -في تركيبتها الكيميائية- جذريا عن قنابل النابالم التي تُشكل المشتقات البترولية قاعدتها الأهم، ورغم ذلك فإن القنبلة الفوسفورية لها قدرة تدميرية أكبر بكثير من النابالم، وإن كانت القنبلتان تنتميان للقنابل الحارقة التي تُحرم القوانين الدولية استخدامها في المناطق المأهولة بالمدنيين في أوقات الحرب.
وفي عام 1983 حظرت الأمم المتحدة استخدام القنابل الفوسفورية والنابالم في المناطق المدنية، وصنفت هذا الاستخدام في خانةجرائم الحرب.
التأثير
تتميز القنبلة الفوسفورية أولا بتأثيرها النفسي الشديد، فشدة وميضها والغازات المنبعثة منها لهما تأثير مشهود على العدو، وهو ما تؤكده مذكرات قادة الوحدات الذين خاضوا حروبا استُخدم فيها هذا السلاح الفتاك بدءا من الحرب العالمية الأولى وصولا إلى غزوالعراق، ومرورا بالحربين العالميتين الأولى والثانية، وحرب فيتنام.
وفضلا عن العامل النفسي، تتمتع القنبلة الفوسفورية بقدرة تدميرية هائلة، تتمثل في إحداث حرائق كبيرة قد تمتد إلى مئات الهكتارات، حتى إن الجيش الأميركي استخدمها خلال حرب فيتنام لحرق الغطاء النباتي الكثيف في الأدغال التي كان يتحصن فيها المقاتلون.
مخاطر واحتياطات
يتميز الفوسفور بقدرته الفائقة على الاشتعال، ولذلك فإن التعامل معه وتسخيره في الصناعة العسكرية ينطوي على مخاطر جمة لا تقتصر على التصنيع وحسب، بل والتخزين والنقل أيضا، وعليه فإن تخزين قنابل الفوسفور يخضع لشروط دقيقة، منها -مثلا- توفير شروط مثالية من الحرارة والرطوبة والتهوية في المخازن، وخلال النقل يجب أن تُنقل القنابل أو الذخائر الفوسفورية في مستوعبات معبأة بالماء منعا للاحتكاك.