الشرق الاوسط
القضية الفلسطينية ضحية أولى للخطاب الممانع الذي يتصدره النظام السوري؛ ذلك أن هذا النظام سعى لابتذال القضية الفلسطينية في سياق حربه على شعبه.. فالخطاب الرسمي السوري مؤداه «نحن نقتل شعبنا من أجل أن نحرر فلسطين»، والحال أنه يقتل شعبه ليبقى في السلطة لا ليحرر فلسطين..
صور ضحايا مجازر النظام لم تحرك فينا الكثير، وها هي المأساة تتكرر مع صور الضحايا الفلسطينيين. صار صعبا إنتاج محمد درة ثان، رغم أن الضحية الفلسطينية ما زالت ضحية، ورغم أن إسرائيل ما زالت معتدية ومحتلة.. فمحمد أبو خضير – الفتى الذي أحرقه المستوطنون، وابن عمه طارق الذي اعتدى الجنود الإسرائيليون عليه لم تعطهما الصورة حقهما لجهة تظهير صورة المعتدي وصورة الضحية، رغم أن حكايتهما جلية وبالغة الدلالة. الصعوبة هنا تتمثل في أن مقارنة ظالمة، لكنها واقعية، تحضر. ففي يوم الاعتداء على كل منهما ثمة عشرات الضحايا الآخرين في سوريا والعراق.. وفلسطين التي لم تعد مأساة المشرق الوحيدة ثمة من أساء إليها عندما كشف عن مآس تفوقها رقميا ومشهديا.. هنا، تماما جريمة النظام السوري..