صحيفة العرب- عبد الرحمن مطر
ماجرى في منتدى موسكو لم يكن ليس سوى وقت ضائع، مشددا على أنه كان يتوجب على الأطراف الدولية والإقليمية، دعم المعارضة في بدء حوار شامل وجدي، يقود إلى تفاهمات مُلزمة لهم، على أسس “جنيف 1″، ورأى الكاتب أن الإصرار على الذهاب إلى موسكو بهذه السرعة وهذه الكيفية، يؤكد سعي موسكو لخلخلة الجمود القائم، ويعيدها إلى ساحة الفعل الدولي من بوابة الأزمة السورية، كلاعب منحاز تماماً -وبلا قيود- لنظام دمشق، دون أي اعتبار لقوى وتيارات المعارضة السورية، التي عززت مجدداً قدرتها على هدر الوقت، وإضاعة الفرص المتاحة تباعا، من أجل الوصول إلى توافق فيما بينها، ينهي حالات الانقسام والتشرذم والوهن، منوها إلى أن لقاء القاهرة، شكل عامل جذب جديد للتناقضات والانتقادات الحادة، التي وجدت معطيات إضافية تتمثل في طريقة الدعوة وانتقاء الأشخاص، بعقلية لا تنم على حرصٍ وطني لجمع الفرقاء السوريين على طاولة تشاور منتجة للتوافق، لكنها فتحت الطريق نحو الحج إلى موسكو، دون أن يشكل اللقاء أي قلق لـ”النظام السوري”، الذي يراهن على بيضته التي وضعها في السلّة الروسية، وخلص الكاتب إلى أن المطلوب ليس منتدى للحوار، بل إطلاق عملية تفاوض حقيقية وجادة بمظلة دولية ضامنة، وفقاً لـ”جنيف 1″، وعلى المعارضة السورية أن تعيد بناء أطرافها وفقا لذلك، وإلا فإن أحداً من المجتمع الدولي لن يهتم، ولا يحق لنا إلقاء اللوم عليه في فشلنا القديم المعتق.