لطالما اشتهر السوريون بأكلاتهم الشعبية التي ترتبط بتراثهم الجميل، ومن بين تلك الأكلات الفلافل المشهورة عالمياً ومحلياً، تلك الأقراص المميزة بمذاقها اللذيذ ومنظرها الشهي التي تنال رضا الكبير والصغير معاً، وعلى الرغم من الاختلاف حول أصلها، منهم من يعتبرها مصرية والبعض الآخر يعتبرها من أصل بلاد الشام (لبنان، سوريا، فلسطين) إلا أنها من الوجبات المحببة رغم أنها رخيصة الثمن وتعد من وجبات الإفطار الغنية والمغذية معاً.
يتحدث “أبو عبد الرحمن” عن طريقة تحضيرها في مدينة إدلب المحررة” تصنع من الحمص والبقول اليابسة ، المنقوعة لفترة طويلة بالماء ، ما يقارب( 12 ساعة) وبعد ذلك يصفّى من الماء، ويطحن في مطحنة اللحمة ويطحن معه القليل من البصل والثوم ويعجن سوياً مع إضافة القليل من البهار والملح والقليل من البكربونات (الكاربوناتو)، ثم تقلى بالزيت المغلي على شكل أقراص، باستعمال قوالب نحاسية مخصصة، وبعد القلي تغطى بقليل من السمسم والسماق زيادة في الشهية”.
ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا نتيجة حرب طالت خمس سنوات، باتت الفلافل الأكثر طلباً على الشراء وخصوصاً الفقراء الذين يتزاحمون عليها كونهم يبحثون عن البقول الغني بالحديد والبروتين ولا يستطيعون شراء اللحوم الباهظة الثمن، يقول أبو مروان” أعمد إلى شراء الفلافل وليس السندويش منه كون السندويش في داخله بعض الإضافات كالطحينة ولبن الزبادي والسلطات لذا يبلغ ثمن السندويشة الواحدة 200 ليرة سورية وأسرتي مؤلفة من خمسة أشخاص وهذا ما لا يتناسب مع دخلي 500 ليرة في اليوم.. آه.. فلافل وبندورة بكفي مع شوية مخلل من البيت.. بيسترها ربك والحمدلله على كل حال.. جنب غيرنا من الأهل المحاصرين من قبل النظام بننحسد عليها”
أما بالنسبة للفلافل العربي فعادة يقدم مع المسبّحة السورية أو ما يعرف بالحمض والطحينة، يتناولها الناس عادة في مطاعم مخصصة لتحضير الفلافل.
كما بدأت بالانتشار كشكل من الوجبات السريعة وخصوصاً بين طلاب الجامعات، يقول محمد(20 عاماً) ” في كل يوم أشتري سندويش الفلافل كوني من الريف وأسكن في المدينة لأتابع دراستي الجامعية ولا وقت لدي للطبخ، دونك عن قلة المال عندي ما جعلني أحافظ على النوعية، ولا أجرؤ على التفكير في غيرها كالشاورما مثلا، إذ أكتفي يتدليل نفسي من خلال امتاع النظر بسيخ الشواية واشتمام الروائح الزكية.. لكني أغير دوما المحل الذي أشتري منه الساندويشة؛ لأحظى بشيء من التغيير في الروتين”.
يقول رأفت(25 عاماً) تعلمت صنع الفلافل من والدي المعتقل – فرج الله عنه- وما زلت أعمل في مطعمه الخاص بصنع الفلافل إذ أضع في رغيف الخبز 4 أقراص من الفلافل ثم أضغط عليهم لجعلهم مبسطين، ثم أضيف السلطة المكونة من البندورة والخيار والبقدونس والطحينة والمخلل ثم ألف الرغيف وتؤكل عادة معه الشطة أو الحمض.. وأتوكل على الله لتحصيل رزق أخوتي الصغار”.
مع ارتفاع الأسعار نتيجة الغلاء في المواد الأولية كالحمص والزيت وحتى أسطوانة الغاز أثرت سلباً على المواطن السوري الذي يجد صعوبة حتى في شراء أبسط الأكلات السورية.. يدمدم رأفت” الله يكون بعونا نحنا السوريين .. وشو رح ياكل هالفقير، فخلف الأبواب عائلات لا يعلم بحالها إلا الله”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد.